تصاعدت في الآونة الأخيرة حملات التنديد بتعيين صهر راشد الغنوشي السيد رفيق عبد السلام الذي اسندت اليه حقيبة وزارة الخارجية .
وقال عدد من المواطنين للجريدة أنهم رغم انتخابهم لبرنامج حركة النهضة ودعمها فإنهم يرفضون مثل هذه الممارسات من قبل رئيسها التي تبوب وفق نظرتهم في باب المحسوبية وتزيد في انتشارها رغم ان الثورة قامت من أجل القضاء عليها واستئصالها من جذورها .
ولم يخف عدد من المدونيين و"الفايسبوكيين" في صفحاتهم طريقة تعيين وزير هو صهر لرئيس حزب وتسائلوا ان كان انصار الحركة قد تعلموا الدرس من سلفهم الذي عين بدوره أصهاره في عدد من المناصب السياسية وعلى رأسهم صخر الماطري الذي استغل نفوذه وجمع ثروة طائلة تحت انظار وتزكية من الرئيس المخلوع.
وتساءلت عدة صفحات "فايسبوكية" ساهمت بقسط كبير في نجاح الثورة التونسية عن سبب تمسك راشد الغنوشي بصهره رفيق عبد السلام واستغربوا عدم امتثال رئيس الحزب للإستنكار الشعب في السر والعلن لطريقة التعيين التي تشوبها شائبة وتعكس نية الحزب للإستحواذ بالقوة على السلطة.
ويرى معظم السياسيين والحقوقيين أنه كان من الأجدر أن يظل رفيق عبد السلام بعيدا عن الأضواء ويمارس مهامهة داخل الحزب وداخل المجلس التاسيسي ويقع تعيين شخصية مستقلة وكفئة لهذه الوزارة التي تعد ذات ثقل كبير في رسم مسار السياسة الخارجية لتونس.
وقد آثار تعيينه على راس وزارة الخارجية التونسية العديد من علامات الاستفهام لدى المعلقين في وسائل الاعلام المحلية والمعارضة وذلك خشية ان يؤثر نقص خبرته الدبلوماسية على العمل الدبلوماسي التونسي.
وعرف عبد السلام اثناء دراسته في تونس بنشاطه ضمن الحركة الاسلامية قبل ان يضطر الى مغادرة البلاد.
ولجا اثر حملة القمع التي استهدفت النهضة في بداية التسعينات في مرحلة اولى الى المغرب ثم انتقل في 1993 الى بريطانيا.
ورفيق عبد السلام حائز على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ويستمنستر بلندن وعمل رئيسا لقسم البحوث في مركز قناة الجزيرة القطرية للدراسات.
محمد سفيان المهداوي