إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدربعد أن اتخذ نشيدا رسميا فكرت الحكومة التونسية في تكليف محمد عبد الوهاب بإعادة توزيعه لكن الفكرة لم تتحقق. كان الوطنيون التونسيون يرددون النشيد خلال مرحلة النضال الوطني، واستمر إنشاده حتى بعد اعتماد نشيد ألا خلدي، في بعض الأوسط الطلابية واجتماعات الحزب الدستوري. اعتمد رسميا كنشيد وطني يوم 12 نوفمبر 1987 عوضا عن ألا خلدي.
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكســر
هناك مقطع من النشيد يقول
ورثنا السواعد بين الأمم ** صخورا صخورا كهذا البناءقد يبدو المقطع عاديا ولكن لو ندقق قليلا في الكلمات:
السؤال الأول المطروح هو مالمقصود بورثنا السواعد بين الأمم؟ فلو فكّرنا قليلا نجد أنه ليس هناك معنى والسؤال الثاني هو عن أي بناء يتحدّث عندما يقول كهذا البناء؟ فعندما نستخدم كلمة كهذا فنحن نتحدث عن شيء ذكرناه سابقا ولكن في كلمات النشيد الوطني لم يقع التحدث عن أي بناء...
فلننتقل إلى التفسير
الحقيقة أن هذا المقطع قد وقع تغييره ووقع إضافة وحذف بعض الكلمات على البيت الشعري الاصلي فالبيت الشعري الأصلي يقول :
ورثنا سواعد باني الهرم ** صخورا صخورا كهذا البناءوفي هذا البيت الشعري نجد أن المعنى صحيح ونعرف عن أي مبنى يتحدث وهو الهرم الذي ذكر سابقا ولسائل أن يسأل لما وقع تغيير البيت الشعري والإجابة بسيطة.
عندما قررت الحكومة أن يكون لتونس نشيدا طلبوا من مجموعة من الشعراء أن يؤلفوا النشيد ثم جمعوا أجزاءا من كل قصيدة وكونوا النشيد الوطني والمقطع الذي نتحدث عنه قام بتأليفه شاعر مصري ولكن حكّام تونس وجدوا أنّ هذا البيت فيه تمجيد لتاريخ مصر فقرروا تغيره ولكن للأسف لم يتفطنوا إلى أن البيت الشعري لم يعد له معنى.