فجّر يوم أمس الأول »حارق » تونسي مفاجأة من الوزن الثقيل تتعلق بملف المهاجرين غير الشرعيين التونسيين الذين شاركوا في عمليات اجتياز الحدود خلسة يوم 29 مارس الفارط وظلوا في عداد المفقودين إلى اليوم رغم أن البعض منهم شوهدوا أثناء وصولهم إلى ميناء لمبدوزا… وقدم معلومات خطيرة للسلطات المختصة يؤكد فيها غرق مركبين الأول يقل 86 « حارقا » والثاني يقل 68″حارقا » لم ينج منهم سوى أربعة أشخاص قال أنه كان من بينهم وأدلى بالتفاصيل الكاملة لغرق المركب الذي كان يستقله مما يوجه أصابع الاتهام للسلطات الإيطالية.
وكشف المهاجر التونسي محمد الهادي الغريبي المعتقل حاليا بمركز الإيقاف الوقتي بتراباني بإيطاليا عن هذه المعطيات – التي تحصلت عليها »الصباح » حصريا – للمشرفين على عملية ترحيله إلى تونس بمطار بلارمو (جنوب)، قبل ان تتم إعادته رفقة عدد آخر ممن وضعوا على قائمة الترحيل بعد امتلاء الطائرة المخصصة للغرض.
انطلاق 3″حرقات«
وقال »الحارق » التونسي أنه توجه إلى المحرس رفقة عشرات الشبان الراغبين في المشاركة في عمليات اجتياز الحدود خلسة بعد تنظيم كل إجراءات الرحلة غير الشرعية مع منظمَيْ »حرقات » أحدهما يدعى معز ويكنى بـ »روما » يقطن بالعمارات قبالة محطة القطارات بصفاقس والثاني يدعى عصام وهو شاب قصير القامة، أسمر البشرة ويحمل علامة في خده الأيسر حيث سلمهما كل مشارك مبلغا ماليا قدره ألف دينار.
وأضاف ان ثلاثة مراكب انطلقت يوم 29 مارس الفارط من سواحل المحرس في نفس الوقت، يقل أحدها 86″حارقا » فيما يقل المركب الذي يستقله 68″حارقا » بينما أكد أن عدد المشاركين بالمركب الثالث يفوق الستين.
« حرقة » لـ 4 أميال
وحسب مصادرنا الخاصة فإن الشاب التونسي محمد الهادي أكد أن المركب الثالث تعطب بعد إبحار مسافة لم تتجاوز أربعة أميال وعاد أدراجه إلى الشاطئ لإصلاح العطب بينما واصل المركبان الآخران رحلتهما نحو جزيرة لمبدوزا بأقصى الجنوب الإيطالي إلى أن حصلت الفاجعة الأولى.
غرق 86″حارقا«
هذا الفاجعة تمثلت – حسبما أفاد به المهاجر غير الشرعي المذكور- في غرق المركب المقل لـ 86″حارقا » تونسيا في المياه الدولية بعد مواجهته لصعوبات وأضاف ان معظم من كانوا على متنه ينحدرون من حي هلال والملاسين وسيدي حسين والكبارية من بينهم إمرأة برفقة رضيعها إضافة إلى عدد من »الحارقين » أصيلي معتمدية المحرس.
رصاص يتسبب في كارثة
وأشار إلى أن المركب الذي كان على متنه واصل إبحاره إلى أن فوجئ المشاركون باقتراب خافرة رمادية اللون يجهل هويتها أكدت مصادرنا أنها تابعة للبحرية الإيطالية وأطلقت الرصاص الحي على المركب مما تسبب في إصابة أحد »الحارقين » وسقوطه في الماء وهو ما خلق حالة من الفوضى والهلع بين بقية المبحرين خلسة انتهت بانقلاب المركب في المياه الدولية وغرق 63 شخصا آخرين بينهم سليم ولد خليفة وبلحسن الرحيمي ووسام الرحيمي وعلي البوثوري ومحمد البوثوري ومحرز البوثوري ومروان ولد رفيقة ومكرم ولد الفاضل من حي النور ومحرز من الوردية 6 فيما ظل هو وثلاثة آخرون هم فخري يكنى بـ »باطمان » ومحمد ولد العيد وشاب آخر من حي هلال يصارعون الأمواج بعد أن تمسكوا بأوعية بنزين إلى أن التحق بهم المركب الذي كان تعطب في البداية عد نحوثلاث ساعات وعلى متنه أكثر من 60″حارقا » تونسيا وانتشلهم وأوصلهم إلى سواحل لمبدوزا.
هوية مزيفة
وأكد محمد الهادي أن بعض من كان على متن ذلك المركب أعلم السلطات الإيطالية أنه لم ينطلق معهم في نفس »الحرقة » وهو ما تسبب له في عدة ضغوط باعتباره شاهدا على ما ارتكبته البحرية الإيطالية حسب قوله من جرم في حق شباب تونسي كان كل همه الوصول إلى أوروبا من أجل لقمة العيش، لذلك ورغم تصريحه بهويته الحقيقية فإن السلطات الإيطالية سجلته بهوية وهمية واودعته أحد المعتقلات وظلت تنقله من حين إلى آخر إلى معتقل آخر، إلى ان وضع على قائمة المرحلين.
تصريحات هذا الناجي من إحدى فواجع الحرقان التي جدت يوم 29 مارس الفارط بدأت تكشف عن جانب كبير من اللغز حول مصير عدد كبير ممن شاركوا في عمليات اجتياز الحدود خلسة في ذلك اليوم انطلاقا من سواحل ولاية صفاقس، إذ أكد أن أحد هذه المراكب وصلت إلى لمبدوزا وهو ما استنتجته بعض عائلات المفقودين التي لمحت أبناءها على متن مركب أثناء وصولهم إلى ميناء لمبدوزا(انظر الصورة المرافقة) والذين يفوق عددهم الـ 60 بينهم عدد من أبناء الوردية ولكن أيضا تطرح اكثر من سؤال حول ما أقدمت عليه البحرية الإيطالية(إن صحت رواية هذا الشاب) وسبب إطلاقها النار على مركب الحارقين وتسببها في هذه الفاجعة.. ولكن أيضا هناك سؤالان يطرحان بشدة وهما: لماذا تحدث هذا الحارق » التونسي الآن فقط عن هذه المغامرة؟ وأين المبحرون الذين وصلوا إلى لمبدوزا على نفس المركب الذي انتشله؟
الأيام القادمة قد تأتي بحقائق مثيرة حول هذا الموضوع الذي نغص حياة عشرات العائلات التونسية وجعلها تكتوي بنيران الفراق.. فراق فلذات الأكباد.
القائمة الإسمية للمفقودين في «حرقات» يوم 29 مارس 2011
كانت »الصباح » قد نشرت قائمة اسمية لـ »الحارقين » التونسيين المفقودين الذين أبحروا خلسة منذ يوم 29 مارس الفارط من سواحل صفاقس كانت أعدتها عائلاتهم، والتي يعتقد أن العشرات منهم وصلوا إلى لمبدوزا، وفيما يلي القائمة:
1- محمد عبداوي 28 فيفري 1969
2- منعم ابو قاسم 14 فيفري 1986
3- هشام ايو قاسم
4- هيثم عدالي28 جانفي1989
5- وليد عدالي12 اكتوبر 1985
6- فارس علية 10 جوان 1991
7- ايمن عياري 15 مارس 1984
8- علي عياري 10 اكتوبر 1987
9- صابر عياري -
10- حمدي عزوز18 ديسمبر 1998
11- نورالدين بركات7 جانفي 1968
12- مجدي برهومي11 اكتوبر 1991
13- وسام برهومي 23 جويلية 1996
14- محمد علي باروني12 جوان 1988
15- لطفي بياضي15 جانفي 1972
16- محمد بلحاج الطالب17 جوان 1994
17- مصطفى بلحسن18 نوفمبر 1989
18- احمد بلحسن18 نوفمبر 1990
19- طارق بن عمارة4 مارس 1982
20- فؤاد بن عمارة10 جوان 1986
21- محمد بن عطية الله22 مارس 1987
22- حافظ بن عايد26 جوان 1985
23- جمال بن ظافر11 جوان 1973
24- وليد بلحاج احمد4 ماي 1988
25- محمد بلحاج طالب17 جوان 1994
26- ساسي بن هويدي 20 مارس 1968
27- امين بن حسين4 مارس 1986
28- فؤاد بن ابراهيم9 ديسمبر 1982
29- عمر بن خضار20 ماي 1986
30- لطفي بن لسود24 جويلية 1977
31- محرز بن نور-
32- ماهر بن عثمان-
33- خالد بن صابر9 افريل 1984
34- يوسف بن زهمول28 سبتمبر 1984
35- آزر بوعياش15 ماي 1993
36- ورد بوعلاق-
37- نبيل بوشريط-
38- نبيل بوغانمي5 ديسمبر 1987
39- توفيق بوغانمي5 ديسمبر 1986
40- اشرف بوليلة4 فيفري 1991
41- محمد علي بوليلة7 افريل 1988
صابر المكشر
المصدر : الصباح
42- ماهر بثوري11 سبتمبر 1985
43- ابراهيم البوثوري16 نوفمبر 1992
44- محمد بوثوري10 ديسمبر1988
45- محرز بوثوري28 نوفمبر 1989
46- علي بوثوري
47- هيثم شريف2 نوفمبر 1980
48- اشرف شرميطي12 ديسمبر 1985
49- محمد ناصر شارني15 سبتمبر 1980
50- بلال شارني12 جوان 1988
51- محي الدين شارني7 فيفري 1980
52- محمد ذياب شارني1 اوت 1985
53- رياض شارني2 جويلية 1985
54- محمد هادي دعاس-
55- علي دباشي12 ماي 1984
56- ماهر ضاوي31 ماي 1987
57- احمد ضيفي 14 افريل1985
58- ماهر ذويوي22 فيفري1984
59- ماهر ذويري22فيفري 1984
60- احمد الشافي-
61- ابراهيم العابدين-
62- محمد علي البرني12 جوان 1988
63- فرات القارشي22 جانفي 1993
64- احمد الغانمي31 مارس 1993
65- رمزي الغريبي5 أوت 1990
66- صابر الغريبي27 جوان 1989
67- محمد فوزي الحمدي16 اوت 1971
68- زياد الحمدي27 سبتمبر 1983
69- محسن الحمدي3 اوت 1987
70- محمد علي الكريشي26 فيفري 1986
71- انيس المي21 نوفمبر 1987
72- جمال الدين بشير الميلي 11 اوت 1987
73- سفيان السعيدي27 جويلية 1987
74- فايز الحشيشة 9 جوان 1985
75- ماهر الويوي22 فيفري 1984
76- علي المعاوي-
77- ماهر اللوبي-
78- احمد الصافي14 افريل 1985
79- محمد الطيب-
80- بلال بن عبد الله عيشي 14 ماي 1990
81- حمزة فرشيشي23 ديسمبر 1988
82- العربي فرشيشي-
83- مهدي فضيل31 مارس 1990
84- ماهر قايد1 جويلية 1993
85- حسن غانمي11 ديسمبر 1991
86- نبيل غيزاوي8 سبتمبر 1978
87- رامي غريسي7 نوفمبر 1989
88- محمد علي هاشم 16 افريل1991
89- محمود حاج حسين 26 نوفمبر 1989
90- مكرم حمزاوي -
91- رياض حنحاوي 19 افريل 1983
92- محمد الجلاصي 14 فيفري 1987
93- منصف قروي-
94- عليا كبير13 جوان 1978
95- رضوان كاهية17 اكتوبر1986
96- وليد خلف الله2 جانفي 1991
97- مهدي خماري31 اكتوبر 1988
98- احمد خماسي 1 جوان 1981
99- ايمن خروبي 18 نوفمبر 1982
100- محمد كشباطي -
101- ياسين العبيدي13 اكتوبر 1978
صابر المكشر
المصدر : الصباح
