مازال الحديث عن طارق ذياب الوزير الجديد للشباب والرياضة يلقي بظلاله على الشارع التونسي بين مؤيد ورافض وبين سعيد لوجود رياضي على رأس وزارة الرياضة وبين متحفظ على ما وصلت إليه لعبة السياسة التي نسج البعض خيوطها بحكمة.
«الشروق» رصدت لقرائها كل ما هو هو جديد عند وزير الشباب والرياضة الجديد… كيف عاش الأيام والساعات الأخيرة وماذا تغيّر عنده منذ أن تم إعلامه بالقرار وكيف تصرف معه من هجروه من سنوات وماهي أهم الأسماء التي هنأته وماذا يشغل باله؟
وكيف يرى هذا المكتب الجامعي وماذا عن المنتخب الوطني وكيف أخذته السياسة من معشوقته الكرة ولماذا يفرط في أموال كبيرة ويهجر قناة الجزيرة؟
كلام البداية
الترجي ـ المنتخب كلاهما أفاد الوزير الجديد للشباب والرياضة كثيرا وهذا ما قاله طارق مضيفا: «قيادة الترجي والمنتخب والأجواء التي عشت فيها على امتداد سنوات طويلة جعلتني لا أتزحزح أو أترنح خلال الأيام الماضية وربما لو كان شخص اخر بلا شهرة أو غير متعود على الأضواء لكان وقع في أخطاء بلا عد… أقول هذا الكلام بعدما شاهدت وسمعت على امتداد الفترة التي تم تعييني فيها وزيرا للشباب والرياضة».
مشروع صانشو
من بين الرؤساء السابقين لجامعة كرة القدم الذين اتصلوا بالوزير وهنأوه نذكر أحدهم سبق أن ترأس الجامعة في فترة وجيزة أعاد فيها الكرة إلى الوراء وفي عهده حدثت طرفة ظلت حديث العالم وذلك في نهائي دوري الأبطال سنة 2000 بغانا ما بين قلوب الصنوبر والترجي فرئيس الجامعة التونسية في ذلك الوقت أدلى بتصريح عجيب وغريب حيث قال: «لا بد على الاتحاد الإفريقي أن يعيد الشوط الثاني من المباراة ولا بد أن يلعب هذا الشوط وعدم العودة للفترة الأولى التي كان الترجي متقدما فيها بهدف لصفر».
هذا الشخص يسعى للجلوس مع وزير الشباب والرياضة لأن له مشروعا ضخما للنهوض بالكرة.
رحيلهم أفضل
حول المكتب الجامعي الحالي قال الوزير طارق ذياب لا بد لهذا المكتب أن يتخذ قراره في أسرع وقت وهو تحديد موعد الجلسة العامة فهذا المكتب غير شرعي ولا نريد أن نعود لكيفية تنصيبه من طرف النظام السابق الفاسد.
سيادة الوزير أضاف «من حق هذا المكتب أن يختار قائمة ويدخل انتخابات شفافة ونزيهة أما أن يواصل هكذا فهذا غير ممكن أو مسموح به بعد اليوم».
وأضاف أن هناك بعض الأشخاص نحتفظ بأسمائهم يقومون بمجهود لمصلحة الكرة أما الأغلبية فوجودهم غير مبرر أو مفيد ولا بد أن يرحلوا ويختفوا من دنيا التسيير.
رفقا بالوزير
الأيام الماضية ظل جرس الهاتف يرن بكيفية غير مسبوقة بالمرة وإن كان معظم المتصلين بالوزير الجديد ممن يعرفهم جيدا فقد تفاجأ ببعض الاتصالات حيث أن هناك أشخاصا ليست له علاقة بهم لا من بعيد أو من قريب ليجد الوزير نفسه في بعض الأحيان غير مستعد للرد على المكالمات الهاتفية لسبب أو لآخر فمثلا هناك من يهنئ مرة واثنين وثلاثة وهناك من يعرض خدماته ويقول إنه مستعد للعمل ومد يد المساعدة.. وهناك من لم تكن له الجرأة ليتصل مباشرة فيختار الرسائل القصيرة… المهم أن الوزير أصبح في أوقات من النهار والليل يقفل هاتفه حتى يرتاح من الضجيج والكلام عن الكرة…
هفوة من يتحملها؟
من المؤكد أن يقوم الوزير بزيارة للمنتخب الوطني خلال قادم الساعات وذلك قبل التحول إلى إسبانيا غدا الاثنين… وزير الشباب والرياضة سوف يزور المنتخب في مقر التربص بالحمامات أو أن يكون في توديع الوفد قبل السفر لهذا التربص الذي ينتهي في العام المقبل…
الوزير لم يكن يعلم أن المنتخب في تربص ولا يعرف هل هي هفوة جامعة كرة القدم أم هو خطأ وزارة الرياضة التي لم تبلغ الوزير بأن هناك تربصا يبدأ وينتهي ما بين الفترة الممتدة من الجمعة إلى الأحد ورغم ذلك فقد قال طارق «المنتخب الذي يحضر لنهائيات أمم إفريقيا لا بد أن نساعده ونوفر له كل ما هو مطلوب والجهاز الفني والطبي كل اللاعبين لا بد أن يعملوا في هدوء وراحة كبيرة… برنامج التحضيرات يجب أن يتم في أفضل وأحسن الظروف فهذا دورنا وواجبنا تجاه المجموعة الوطنية وسوف نتخذ خلال قادم الأيام كل ما يلزم من تشجيعات معنوية ومادية ولا بد من الراحة التامة والهدوء اللازم والظروف المطلوبة للمنتخب الوطني قبل وأثناء نهائيات أمم إفريقيا».
شكرا للسلف
الوزير الجديد وبعد أن زار الوزارة في أكثر من مرة خلال الأيام الماضية وتفقد وشاهد وتعرف على بعض الملفات وأشاد بالعمل الذي قام به الوزير سليم شاكر خلال الفترة الماضية الانتقالية فالرجل بذل مجهودات كبيرة وعمل بضمير واجتهد قدر الإمكان رغم أنه كان يعرف أن فترة بقائه لن تطول.
الوزير الجديد امتدح الوزير الذي سبقه وقال إنه عمل واجتهد ولا بد من تحيته وشكره على ما قدمه وهو أضعف الإيمان مع العلم أن الوزير سليم شاكر هو رقم2 بعد الثورة.
أمنية طارق الوزير
في الجلسة الطويلة والخاصة جدا مساء الجمعة بضاحية قمرت كرر الوزير إحدى الجمل أكثر من مرة وهي: «لا بد من مكتب جامعي محترم يخدم الكرة وليس المصالح الخاصة ويكوّن العلاقات».
الوزير يتمنى أن يجلس على كرسي رئيس الجامعة شخص تتوفر فيه الشروط اللازمة مثل الكاريزما والنزاهة والحياد والنية الصادقة فطارق في أكثر من مرة قال ليت حمودة بن عمار يعود لجامعة كرة القدم».
يرفض الحراسة
مباشرة بعد تعيينه بصفة رسمية تم إعلامه أن هناك حراسة سوف تكون على ذمته عند تنقلاته لكنه رفض رفضا قطعيا هذا الإجراء وطلب أن تظل الأمور كما كانت من قبل أي أن يتنقل بكل حرية وهدوء إلى المكان الذي يريد خصوصا أنه «ولد» ميدان لا تنقصه الشهرة الكبيرة والعلاقات العديدة مع مختلف شرائح المجتمع.
أنا مستقل
قال وزير الشباب والرياضة إنه لا ينتمي إلى أي حزب من الأحزاب وأضاف أن له علاقات مع العديد من الشخصيات في الحكومة الجديدة لكنه ليس من مناصري هذا الحزب أو ذاك وأضاف: «أنا مستقل والكل يعرف هذه الحقيقة» اللاعب السابق والوزير الحالي أكد أنه له علاقات مع مختلف التيارات ويعرف عديد الأشخاص من المتواجدين في الحكومة الحالية ففيهم من هو مولع بالرياضة ويعرفه من سنوات.
الوزير اختتم بالقول إن المهم الآن العمل ولا يهم من هو متواجد في الحكومة العمل ثم العمل لمصلحة البلاد.
في انتظار الحلول
إلى جانب مشاكل كرة القدم والجامعة والمنتخب والفرق والتحكيم فإن هناك ملفات كبيرة أمام الوزير الجديد ومنها ما يحصل ويحدث في بقية الرياضات فالانتخابات التي حصلت يحوم حولها شك كبير وهناك تجاوزات عديدة في عديد الجامعات وهذه الأشياء تشغل بال الوزير وجعلته يفكر ويتشاور ويبحث عن الحلول مع كل المقتدرين والقادرين على إيجاد الحلول والأفكار قبل الشروع في التطبيق.
مرحبا بكم
.بعد كل الكلام الذي قيل سواء داخل بعض القنوات أو على الـ«فايس بوك» أكد الوزير الجديد أنه غير غاضب بل هو يرحب بجميع الأفكار حتى التي لا يؤمن بها ويؤكد أن الاختلاف حول شخصه عادي جدا… وأن مهمته داخل الوزارة ستكون صعبة وسيكون التشغيل أبرز الملفات التي سيتم فتحها ودفعها إلى الأمام وإن من أولويات الوزارة قضايا الشباب لأنه رأس مال المجتمع وصاحب الفضل في قيام الثورة…
رضا العلويني
المصدر : الشروق