الذي انتظر فكرة غير التي تروج لها قناة العربية عن ثورتنا ودكتاتورنا ونظامه المافيوزي مع الأسف الشديد..
أين هذه القناة من حقيقة ما حدث؟ الله اعلم
لان ما يعلمه التونسيون وما عاشوه وعانوه من الدكتاتور المخلوع وعائلته غير ما ورد صراحة في الفيلم وهل يعقل ان تنتظر قناة العربية ان يقبل التونسي روايتها للأحداث بتلك الطريقة غير البريئة؟ وكيف ينسى القائمون على هذه القناة أنهم يخاطبون قوما أزاحوا دكتاتورا بقوة إتقانهم لتكنولوجيا الثورة الرقمية؟ وهل يعقل ان تتعمد هذه القناة متسلحة بقوة ما صرفته من أموال مخاطبة التونسي بذاك الخطاب بعد ان اثبت للعالم انه مواطن رقمي واع وبعد ان عززت علاقته بالانترنيت وتحكمه في المواقع الاجتماعية الالكترونية سلطته وجعلته لاعبا سياسيا محوريا في ما حدث سابقا وسيحدث لاحقا؟
كيف اعتقد من اعد السيناريو- محمد الهادي الحناشي- ان مواطنه سيقبل ترويجه لفكرة ان بن على » سيدي تاتا » و »منفوس » ومسكين وحنون يحسن لكل من يقدم له خدمة او ولاءا ما وحتى إلى العرافات إلى درجة انه يأمر بان يوصل خدمه العرافة التي رقته وبخرته إلى بيتها وهو البسيط الذي يتابع ما يحدث له ولأفراد عائلته بذهول وبعين من لا حول ولا قوة له.
لا.. لم تنطل الحيلة على التونسي الذي شغل وسيلة التعبئة وإشعال الثورات وكتب على المواقع الاجتماعية رأيه بصراحة وقال مرة أخرى لمن يريد استبلاهه لا.. وألف لا.. بن علي ليس بريئا ولا مسكينا ولا مظلوما ولم يكن مغلوبا على أمره ولا جاهلا أو رافضا لاستعمال أجهزته للرصاص الحي لقتل أبنائنا العزل.
ما قدمته قناة العربية في أولى حلقات السلسلة الوثائقية الدرامية تم تصويره في تونس بأسلوب فني اعتقدت أنها اعتمدت فيه للمرة الأولى في إنتاج الأعمال الوثائقية على أحداث الساعات الحاسمة في تاريخ تونس والتي أشعلت شرارة الربيع العربي، والقصة الكاملة لفرار المخلوع من قصر قرطاج تحت ضغط الثورة الشعبية.
كما يتحدث الوثائقي عن حقيقة التهديدات التي استهدفت المخلوع وأجبرته على الفرار، استنادا الى وثائق سرية ومحاضر تحقيقات مع عدد من المسؤولين التونسيين ولكنها اخطات في حقنا وهي تحاول ترويج هذه الرؤية التي تتسول بها الأعذار والرحمة للمخلوع.
يذكر انه شارك في هذا الشريط الوثائقي أكثر من 30 ممثلا أعادوا تركيب الأحداث كما وردت في شهادات عدد من المسؤولين التونسيين من شخصيات سياسية وأمنية وعسكرية كانت شاهدة على الأحداث. وان فريق العمل في العربية عمل على تحليل الوثائق والشهادات وإعادة تركيبها ومن ثمة إعادة صياغتها في شكل سيناريو درامي عهد بتنفيذه إلى فريق تقني من الفنيين التونسيين العاملين في حقلي السينما والتلفزيون وتولى المخرج التونسي المقيم بفرنسا مديح بلعيد الإخراج الدرامي وانتجه المنتج السينمائي عبد العزيز بن ملوكة.
وقد أنجزهذا العمل في ظرف زمني قياسي حيث تم تصويرالمشاهد الدرامية في كل من مطار تونس قرطاج الدولي وفي برج المراقبة بالمطار وفي القصر الرئاسي بقرطاج وبوزارة الداخلية وبعدد من أحياء العاصمة. انجزت العربية فيلم الفرار من قرطاج وفي نيتها انه هدية لمشاهديها في تونس والعالم العربي لأنها اعتقدت أنها ستقدم وللمرة الأولى وبأسلوب لم تعهده الفضائيات العربية حقيقة ما حدث في تونس يوم الرابع عشر من جانفي لتمهد الطريق أمام نوع جديد من الدراما الإخبارية التي تزاوج بين المعالجة الفنية للمعلومة ودقتها. ولكن الشريط قوبل بالاستهجان والغضب الذي غطى على النجاحات التقنية للفيلم الذي اعده فريق تقني تونسي في وقت قياسي (شهر) في حين اشترطت شركة بريطانية متخصصة في الدراما الوثائقية منحها مدة ستة أشهر لتنفيذه.
وللعلم فان الفريق التونسي تمكن من إجراء مقابلات مع أكثر من 200 شخص لاختيار ممثلين وكان المقياس الأساسي هو الشبه بينهم وبين الشخصيات الحقيقية وقد ساهم في العمل 32 ممثلا جسدوا الشخصيات المحورية من بينهم الممثل محمد السياري الذي لعب دور وزير الداخلية احمد فريعة والممثلة وحيدة الدريدي التي قامت بدور ليلى بن علي
وحمدة وناس الذي يشبه بن علي الى حد كبير وأكثر من 50 شخصا من الكومبارس.
علياء بن نحيلة
المصدر : الصباح