التفقّدية العامة لم تقم بعمليات تفقّد
الرئيس: علي منصور منذ متى وأنت بالتفقدية العامة للأمن الوطني
المتهم: علي منصور التفقدية العامة للأمن الوطني، من سنة 1997 إلى 26 جانفي 2011، ودوري هو التنسيق بين مختلف التفقديات للهياكل الأمنية دون الاشراف عليها.
الرئيس: هل المتفقد العام هو مدير عام؟
المتهم: هو مفقّد عام وليس مدير عام ولكنّه بصلاحيات مدير عام
التفقدية العامة عبارة في «الفريقو»، يعني مغضوبا عليه، وأغلب الإطارات المغضوب عليهم تتم إحالتهم على التفقّدية وهي مهمّشة.
ليس لي مرجع ترابي في حفظ النظام، والتفقد اذا طال زمانه لا يتجاوز يومين أو ثلاثة في ميناء حلق الوادي.
المتهم: لم أحضر أي جلسة ولم يتمّ تكليفي بأي تفقّد
الرئيس: لماذا؟
المتهم: لأنّهم لم يروا فائدة من التفقّد، ماداموا يسيّرون الأمور كما يريدون
الرئيس: لقد قلت في التحقيق، أنّه في اطار استعمال القوّة ضدّ المتظاهرين ولمسك الأمور قاموا بتغييب المتفقّد العام
الرئيس: يقولون إنّه يمكنك اجراء تفقّد من تلقاء نفسك دون انتظار من يطلب منك ذلك.
المتهم: لا بدّ من تكليفي في مثل هذه الحالات، لقد تمّ تكليفي بالتفقّد في قضيّة الحوض المنجمي، للبحث في وضعية الأعوان بعد حالة التململ الذي وقعت بينهم، خاصة بعد بقائهم مدّة طويلية في الغريبة، ولم أتفقّد وضعية أي جريح أو ضحية.
الرئيس: كيف فهمت كلمة الرئيس السابق يوم 13 جانفي 2011 عندما قال «يزّي من الكرطوش الحي»
المتهم: أعتقد أنّه مادام الرئيس المخلوع قال «يزّي من الكرطوش الحي» فالأكيد أنّه قبل ذلك التاريخ كان مسموحا باستعمال الرصاص.
الرئيس: هل ذهبت الى رأس الجبل (بنزرت)
المتهم: نعم
الرئيس: ماذا لاحظت
المتهم: لاحظت بقايا خراطيش قرب مزهرية أمام مركز الأمن، وقيل لي لقد سقط ضحايا، ولاحظت ضربا في العمق.
الرئيس: هل لا حظت حرقا على المركز كما قالوا
المتهم: لا هناك آثار حجارة
الرئيس: لقد قلت هناك اصابات في العمق
المتهم: ربّما مردّ ذلك الرمي بزخات من الرصاص
الرئيس: الا تعتقد بوجود رماة مهرة
المتهم: نعم، وجدنا حالة أصابة بين العين والأنف
الرئيس: حسب كلامك رأيت مسؤولية مباشرة للقيادة في تأطير الأعوان في عدم استعمال السلاح
المتهم: نعم، تتحمّل القيادات المسؤولية في ذلك.
الرئيس: لقد أرسلت تقريرا الى وزير الداخلية
المتهم: لم يصل التقرير الى الوزير
الرئيس: كيف عرفت
المتهم: لأنّ التقرير رجع كما أرسلته دون أي تعليق
الرئيس: حسب رأيك أنت لا تتحمّل أي مسؤولية
المتهم: أنا لا أشرف على أي وحدة مسلّحة، وأنا شخصيا غير مسلّح
الرئيس: لماذ لم تقم بعمليات تفقّد من تلقاء نفسك.
المتهم: أنا أداة تحت امرة المدير العام للأمن الوطني، اذا أعطاني التعليمات أقوم بالتفقّد
الرئيس: حسب رأيك القيادة على اطلاع بكلّ ما يجري في كلّ يوم
المتهم: ليس في يومه سيّدي الرئيس بل في لحظته، فكلّ مركز له غرفة عمليات، وفي المنطقة أيضا وفي الاقليم أيضا، وهناك خلية في الادارة العامة للأمن الوطني، والاعلام يقع في لحظته بالهاتف وبالفاكس
الرئيس: في الحالات العادية يتصلون بك ويطلبون منك التفقّد
المتهم: نعم، في الحالات العادية يطلب مني التفقّد
الرئيس: وزير الداخلية والمدير العام للأمن الوطني والمدير العام للأمن العمومي قالو إنّ المتفقّد يمكنه أن يقوم بعمليّة المتفقّد من تلقاء نفسه
المتهم: سيّدي الرئيس أنا أستغرب سعيهم لالقاء مسؤوليتهم على غيرهم.
الرئيس: هل تعتقد أنّ اللجنة على علم بكلّ ما يجري
المتهم: بالتأكيد، فهم على اطلاع عن التفاصيل في كلّ لحظة، وقاعة الاجتماعات للخلية قرب قاعة العمليات
الرئيس: في صورة قيامك بعملية مراقبة، ماذا كان سيجري
المتهم: أعتبر قد تجاوزت صلاحياتي، ولا يمكنني أن أتجاوز صلاحياتي.
الرئيس: كيف فهمت كلمة بن علي «بكلّ حزم»
المتهم: اعتقد انّه كان يقصد استعمال كلّ الوسائل للردع
القنص هي وضعية رماية صادرة عن رام ماهر، أكثر منها وجود قناصة من أهل الاختصاص، واعتقد أنّ ما يسمّى بالقناصة من داخل أعوان الأمن في وضعيات رماية ماهرة، لأنّه لو كان هناك قناصة مختصون لما وجد جرحى ولكانت كلّ رصاصة في مكانها.
الرئيس: هل بعثوك في تفقّد للقصرين
المتهم، أبدا لم يتمّ ارسالي.
الرئيس: يقولون إنّك متخاذل في مهامك وأنّك تريد إرجاع المسؤولية إلى القيادات
المتهم: أنا منضبط ولم أتخاذل في أي لحظة وأنا دائما رهن إشارة القيادة
الرئيس: اذن حسب رأيك التفقدية ليس لها اي دور
المتهم: يتم تكليفنا من القيادات
الرئيس: ألا تعتقد بأنّك تخاذلت في عملك
المتهم: أنام مطمئنّا، لأنّه طيلة حياتي المهنية لم أطلق أي رصاصة، حتى في أزمة 26 جانفي 1976، كنت رئيس منطقة بالمهدية لم أطلق أي رصاصة.
علي السرياطي له علاقات بكلّ القيادات ويتّصل بهم جميعا، في إحدى الشكايات ضدّ مدير الإقليم سألناه فقال إنّ له تعليمات من المدير العام للأمن الرئاسي
هل لك اضافة
أنا اترحّم على أرواح الشهداء وأرجو من عدالة الجناب التفهّم أنّه لم يكم لي هامش للتحرّك دون تعليمات من القايدات
رشيد بن عبيد
رشيد بن عبيد أنت كنت مديرا عاما للمصالح المختصّة، من فيفري2010 الى غاية 26 جانفي 2011، ثمّ من مدير عام للأمن العمومي من 26 جانفي الى 28 جانفي، إلى مدير عام للتكوين الى حدود شهر فيفري 2011 قبل أن يتمّ احالتي على التقاعد الوجوبي
الرئيس: ماهي المهام الأساسية
المتهم: أساسا الاستعلام لكلّ ما يهمّ الشأن الداخلي أو الارهاب وكذلك استخراج وثائق مثل جوازات السفر
الرئيس: عند انطلاق أحداث الثورة هل رفعت لك تقارير
المتهم: وجدت عادة أنّ هناك تقارير قبل الحادية عشرة وتقارير في حدود الساعة الرابعة وتقارير في حدود الساعة السادسة صباحا، وكانت توجّه الى المدير العام للأمن العمومي والى وزير الداخلية.
الرئيس: هل اطلعت في التقارير على الأحداث.
المتهم: كانت عندنا معطيات حينية نبلغها حينا أو في التقارير، عن كلّ الجهات وعن كلّ التحرّكات وما جرى فيها
الرئيس: هل تتضمّن التقارير تحاليل
المتهم: نعم، مثلا قدّمنا دور الاتحاد العام التونسي للشغل ودور الأحزاب المعاضدة ودور أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل ودور المنظمات…
الرئيس: هل قدّمت حلولا
المتهم: نعم قلنا إنّ المطالب كانت اجتماعية لا بدّ من تشريك الوزارات والهياكل الأمنية والابتعاد عن الحلول الأمنية
الرئيس: لكن التدخّل الأمني ظلّ متواصلا
المتهم: بالتوازي كانت هناك محاولات لايجاد حلول وقد رفعنا تقارير في تحسين وضع أصحاب الشهائد العليا الذين استغلّوا حادثة البوعزيزي
الرئيس: استعمال السلاح ظلّ متواصلا
المتهم: على مدى ثلاث أسابيع لم يسقط أي شهيد وسجّلنا أوّل شهيد يوم 8 جانفي 2011 وبمجرّد وصول خبر القتل حدثت حالة من الجنون في الوزارة، وقد صدرت تعليمات بعدم اطلاق الرصاص وكنت حاضرا كيف تمّ التذكير بعدم استعمال السلاح،
الرئيس: من أعطى هذا التذكير؟
المتهم: الأمن الوطني
الرئيس: من بالضبط
المتهم: عادل التيويري
الرئيس: ولكن كيف تفسّر ارتفاع عدد القتلى بعد ذلك
المتهم: لقد انفلتت الأمور
الرئيس: ألم تتوقعوا ذلك في تقاريركم؟
المتهم: طلبنا في أحد التقارير أن لا يترشّح بن علي لانتخابات 2014، فقال المدير العم للأمن العمومي لوزير الداخلية إنّ رشيد بن عبيد «يعمل في السياسة»
الرئيس: هل كانت التقارير تتوجّه للرئيس
المتهم: كان عدد ضئيل من التقارير يصله
الرئيس: كيف عرفت
المتهم: كانت التقارير التي تصله يؤشّر عليها الرئيس، كانت تصله يوميا بين سبعة أو ثمانية تقارير، لكن أصبحت تصله مالا يتجاوز أربعة تقارير.
الرئيس: ماهي التقارير التي لم تصله
المتهم: لقد نسيت سيّدي الرئيس ولم أعد أتذكّر، فنحن نرسل لوزير الداخلية التقارير وهو من يرسلها الى رئيس الدولة.
الرئيس: هل كانت تقاريركم تتضمّن الدعوة للمعالجة الأمنية
المتهم: كنت حاضرا في الخلية مساء 8 جانفي 2008 بعد وقوع شهداء في تالة اذ صدرت تعليمات باخلاء المراكز من الأسلحة وتأمينها في المناطق، وتمّ الاتصال برئيس المنطقة في القصرين وتمّ ابلاغة بسحب كلّ رشاشات الشطاير والابقاء فقط على بندقية بيد آمر السرية.
الرئيس: بأي وسيلة كانت هذه التعليمات
المتهم: عبر الهاتف
الرئيس: لماذ لم يتمّ تعميم تلك التعليمات بمنشور
المتهم: سيّدي الرئيس نحن كنّا نرفع تقارير عن كلّ شيء، حتّى عن الكلاب السائبة
الرئيس: هل أصدرت تقارير عن عمليات القتل
المتهم: لا
الرئيس: قلت ترفعون تقارير حتّى عن الكلاب السائبة فكيف لا ترفعونها عن عمليات القتل.
المتهم: الوضعيات التي حصلت منذ يوم 8 جانفي ذروة للأحداث وشملت كلّ الولايات ولم يعد التحرّك أحيانا من معتمدية الى أخرى، تكاثر الحالات
الرئيس: حسب رأيك هل الرئيس السابق مسؤول عن عمليات القتل
المتهم: نعم
الرئيس: هل هذا يعني أنّه أصدر تعليمات بإطلاق النار
المتهم: لا سيّدي الرئيس، لم تكن هناك تعليمات باطلاق النار.
الرئيس: لكن لم تصدر تعليمات بعدم اطلاق الرصاص للجميع
المتهم: نعم، وأعلمك بأنّه كلّ وحداتنا الأمنية كانت تنقصها المعدّات بشكل كبير، وتمّ الاتفاق منذ سنتين بتوفير تلك المعدّات على مدى خمس سنوات.
الرئيس: ماهي هذه المعدات
المتهم: مثلا السيارات الادارية والزي الاداري …
الرئيس: هل طلبت أيضا توفير الرصاص
المتهم: نعم
الرئيس: لقد جاء الرصاص ولم تأت أدوات فك المظاهرات سلميا
المتهم: الرصاص موجود منذ السابق، لأنّه لم يتم استعماله.
الرئيس: هل ساهم الأعوان التابعون لك في التصدّي للمظاهرات
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: هل تمّ اجراء عمليات تفقّد
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: كيف تفسّر ارتفاع عدد القتلى بعد الثامن من جانفي 2011
المتهم: سيّدي الرئيس، تعود المسألة إلى الظروف الصعبة التي كان يعمل فيها الأعوان على الميدان منهم من كان ينام بالحافلة وفي ظروف صعبة جدّا، إضافة إلى عدم توفّر أدوات مكافحة الشغب، مع حالة الانفلات مع شعور الأعوان ربّما بأنّهم كانوا في حالة دفاع عن النفس، ولكنّي أؤكد لك سيّدي الرئيس عدم وجود اي تعليمات بالقتل ولا توجد أي نيّة بالقتل أو استهداف الشهداء.
مدير قاعة العمليات المركزية لا يعلم شيئا؟
الرئيس: محمّد العربي الكريمي، أنت كنت مدير قاعة العمليات المركزية
نعم: كنت من ماي 2004 الى 26 جانفي 2011، لست من القيادات الأمنية العليا ولست عضوا في المجلس الأعلى لقوّات الأمن الداخلي حسب الأمر الصادر في 03 سبتمبر 2007، ثانيا ليست لي وحدات ميدانية خارج القاعة، والقاعة فيها من الشرطة والحرس والحماية المدنية وهم غير مسلّحين، هم فنيون يتعاملون بالفاكس والهاتف، وأنا ليست لي الصلاحيات الإدارية لإعطاء تعليمات
الرئيس: ماهو دور قاعة العمليات
المتهم: تعمل 24 ساعة على 24 ساعة وفي أيام العطل والأعياد، عندنا أربعة فرق في كلّ فريق عشرين عونا، وكلّ مجموعة يشرف عليها نقيب، ورئيس مصلحة.
قاعة العمليات موجودة لتلقي المعلومات من بقية قاعات العمليات الجهوية، في كلّ منطقة جهوية وفي كلّ اقليم قاعة، وقاعة الحرس بالعوينة وقاعة الحماية المدنية بالعوينة .
الرئيس: كلّ هذه القاعات تصبّ في القاعة المركزية
المتهم: سيّدي الرئيس « تصب»
الرئيس: (ضاحكا): لا لا ليس المقصود ذلك لنقل يتمّ توجيه المعلومات الى القاعة المركزية
المتهم: كلّ المعلومات من 2005 الواردة على قاعة العمليات يتمّ تسجيلها آليا في منظومة رقمية دون تدخّل أي عون في ذلك، إنّه توثيق آلي.
الرئيس: هل كنتم تعطون حوصلة يومية للمسؤولين عمّا صدر بقاعة العمليات.
المتهم: نعم سيّدي الرئيس، كنّا نقدّم حوصلة يومية لكلّ القيادات وكلّ المديرين العامين ويتمّ الامضاء على ذلك، اضافة الى وزير الداخلية وكاتب الدولة للداخلية وكلّ المديرين العامين
الرئيس: الجميع يطلع
المتهم: نعم، نقوم بتبويب كلّ المعلومات السياسية والثقافية والرياضية وكلّ الأنشطة، هي انشطة تهمّ الجميع في الشرطة والحرس والحماية المدنية.
الرئيس: فيما يخصّ التعليمات هل تصل مباشرة للمراكز والمناطق
المتهم: التعليمات نوصلها لرئيس المنطقة أو مدير الإقليم ولكن لا نعطيها لرئيس مركز
الرئيس: بخصوص التسجيلات، هل يمكن التدخل فيها
المتهم: عندنا تجهيزات من ألمانيا، يتمّ تسجيل كلّ المعلومات في قرص صلب، في كلّ ستة أشهر ثمّ يتمّ تسجيلها في قرص لزري دي في دي خاص، يشرف عليه خبراء، وكلّ المعلومات مسجّلة بالثانية، و لا يمكن لأحد المساس أو التلاعب بها. ولا يمكن معالجتها الاّ بتجهيزات خاصة موجودة بوزارة الداخلية.
الرئيس: لنمرّ الى الأحداث
المتهم: كلّما يتمّ اعلامنا به كان من المستشفيات والحماية المدنية، وهناك معلومات لم يتمّ إعلامنا بها بدقّة مثلا من ضرب ومن أطلق النار ومن توفي وكيف تمّت تلك العمليات بالضبط، ونعلم في الأمر وزير الداخلية، ويقوم مديرالأمن العمومي للأمن الوطني بالجهات المعنية في الجهة.
الرئيس: أنت قلت أحيانا المعلومة لا تأتي دقيقة
المتهم: نتوجّه الى المستشفيات للتثبّت مثلا من عدد القتلى ثمّ نعود بعد ذلك للجهة التي قدّمت المعلومة، ونسأله عن عدم الدقّة، ونحن نسعى للحصول على المعلومة بكلّ دقّة لأنّنا نقدّمها الى وزير الداخلية، وعلينا بتقديم المعلومة بدقّة، وكلّ هذا موثّق ومسجّل.
الرئيس: في الحالات القصوى تتثبّت من المعلومات وتعلم بها شخصيا.
المتهم: يوم 8 جانفي، بدأت أعمال شغب في تالة والقصرين مع التاسعة والنصف، وبقينا نتابع الى ما بعد منتصف الليل، كنّا آخر من يعلم وعلمنا بقتلى في تالة والقصرين، وكانت الوضعية في حالة انفلات قصوى، وقد كنت الى جانب أعواني، وحريص على أن أقدّم المعلومات.
الرئيس: هل تجتمع الخلية يوميا
المتهم: هناك خلية أزمة، وزير الداخلية يرأسها وفيها ممثل من الجيش الوطني في صورة مشاركة الجيش في حل تلك الأزمة، وموجودة قاعة أزمات، وهناك تجهيزات اذ يفترض أن يتمّ كلّ المكالمات، لكن ذلك لم يقع.
وحسب رأيي فإنّ القائد الميداني هو الذي يتصرّف، فمثلا ما جرى بين منزل بوزيان والمكناسي، وأنا أصيل تلك المنطقة، عدد المواطنين في تفاوت كبير بين الجهتين فالمكناسي فيها أكثر سكان ومع ذلك لم يتمّ اطلاق أي رصاصة في حين في منزل بوزيان سقط شهيدان دون اعتبار الجرحى، فالأمر هنا مرتبط بمدى قدرة القيادات الأمنية الميدانية على التصرّف الميداني.
المتهم: العديد من التعليمات كانت تعطى بالهاتف الجوال
الرئيس: هل تلقيت تعليمات بايقاف الرصاص
المتهم: أبدا لم تأتني،
قدّم الرئيس وثيقة للمتهم، وسأله إن كانت له بها صلة وهي تتضمّن حوارا مسجّلا من قاعة العمليات بين شخصين الأوّل يسمّى ماهر1 والثاني ماهر2
المتهم: سيّدي الرئيس هذه الوثيقة صحيحة وصادرة عن قاعة العمليات، ماهر 1 هو وزير الداخلية وماهر 2 هو المدير العام للأمن الوطني
الرئيس: هل هي وثيقة صحيحة
المتهم: إنّها صحيحة وعلى مسؤوليتي،
الوثيقة ورد فيها أن ماهر 2 طلب تفادي اطلاق النار
الرئيس: لكنّي قلت لك أنّ ماهر 2 طلب عدم اطلاق النار لكنّك نفيت
المتهم: عفوا سيّدي الرئيس أنت تسألني عن تفادي اطلاق النار وليس عدم اطلاق النار
الرئيس: يعني ليس هناك تعليمات بعدم اطلاق النار
المتهم: اطلاقا لم تصدر تعليمات بعدم اطلاق النار
الرئيس: هل ترى بوجود تواطؤ بين القيادات والميدانيين عندما لم تصدر تعليمات بعدم اطلاق النار
المتهم: هذا تحليلي الشخصي، وأنا أحمّل كلّ المسؤولية لرئيس الدولة الذي كان عليه أن يصدر تعليمات بعد اطلاق النار والتواطؤ هو تحليل شخصي منّي، والجميع كان يقول إنّ عمليات القتل كانت في اطار الدفاع عن النفس
يوم 7 جانفي عادل التيويري قال لوزير الداخلية إنّ الحلّ يجب أن يكون سياسيا والسيّد جلال بودريقة قال للوزير هناك خمسة أعوان لم يغيّروا أحذيتهم منذ عشرين يوما، وطالب بأن يتمركز الجيش في الأماكن الحساسة
الرئيس: لم يعط أي شخص تعليمات بعدم اطلاق النار
المتهم: لا سيّدي الرئيس اطلاقا لم أتلقّ أي تعليمات في هذا الاتجاه.
الرئيس: هل عندك علم بالقناصة
المتهم: لا وجود لمثل هذه المعلومات حتّى من باب الاشاعة كأن يقال لنا مثلا يشاع أنّ
الرئيس: لم تخف معلومات
المتهم: لا سيّدي الرئيس كنت أبلغ كلّ ما يصلني من معلومات
الرئيس: ألا ترى أنّ لك مسؤولية في ما حدث
المتهم: يمكنكم العودة الى الاثباتات لقد عملنا على انقاذ المواطنين، وقاعة العمليات ساهمت في نجدة العديد، أمام الله ضميري مرتاح
الرئيس: لم تدوّن ماجرى في اللجنة
المتهم: لم يكن هناك محضر جلسات
الرئيس: هل لك ما تضيف
المتهم: خدمت بلادي ووطني وضميري مرتاح
المسؤول عن التنصّت، لم يتنصّت على أحد ولا يعلم شيئا؟
الشاذلي الساحلي، مدير عام للإدارة العامة للمصالح الفنية
العمل على كشف الجواسيس والسعي للكشف عن أي نشاط يمكن أن يضر بأمن تونس، ونرفع تقاريرنا بشكل دوري.
الرئيس: التنصّت
المتهم: إنّها العمليات الفنية
الرئيس: التنصّت يتمّ على كلّ المسؤولين وكلّ المواطنين
المتهم: هذه اشاعة نعاني منها على مدى سنوات، وهناك من يطلق هذه الاشاعة لتشويهنا
الرئيس:
لا تتنصّتون على المديرين العامين وأعضاء الحكومة …
المتهم: نعم
الرئيس: هل تستطيع التنصت على وزير الداخلية
المتهم: لا أستطيع التنصّت عليه
الرئيس: على من تتنصّت؟
المتهم: عندي: صلاحية التنصّت على بعض من يشتبه في جوسستهم من الأجانب
أثناء أحداث الثورة، هل تنصّتم على القيادات الأمنية، ومعرفة من أطلق النار
المتهم: لم تأتن التعليمات من أي أحد بالتنصّت، وفي صورة بلوغ معلومات حول شخص أو أمر ما فإنّي أعمر وثيقة وأبلغ وزير الداخلية التي يمضي فيها مدير العمليات الفنية وأنا ثم المدير العام للأمن الوطني ثمّ يتمّ تقديمها للوزير
بالنسبة الى الجواسيس، فإنّهم ما داموا في تونس نتنصّت عليهم، أماّ الآخرين فإنّنا نقوم بذلك لمدّة محدودة.
الرئيس: ألقيتم القبض على شخص أحدث فيديو، لأنّكم تعرّفتم عليه من خلال هاتفه.
المتهم: غير صحيح سيّدي الرئيس، نحن نتنصّت في حالات الملاعب الرياضية والحفلات بطلب من المدير العام للأمن العمومي.
الرئيس: ألم تتنصّتوا على القيادات الأمنية في فترة الثورة.
الرئيس: لنتجاوز، أنت حضرت اجتماعا أمنيا جرى يوم 9 جانفي، ما سبب حضورك
المتهم: سيّدي الرئيس، أنا شخصيا استغربت حضوري، فوجئت بالحضور ولم اعرف ما سبب حضوري ولم أكن مرتاحا، ومباشرة بعد خروج وزير الداخلية غادرت القاعة.
الرئيس: لا تدري ما جرى في الاجتماع
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: لنمرّ الى خلية الأزمة أو المتابعة أو ما تريد أن تسميها، ما سرّ حضورك رغم أنّك لست عضوا
المتهم: سيّدي الرئيس، كنت اطلع على ما يجري من خلال جهاز الاتصال، وعندما أتحيّر أتوجّه الى مكتب المدير العام، كنت أسمع استنجادا، ولم أسمع تعليمات باستعمال السلاح
الرئيس: ألم تسمع تعليمات بعدم استعمال السلاح
المتهم: لم أسمع لا هذا ولا ذاك
الرئيس: يفترض أنك أكثر الأشخاص اطلاعا على ما يجري
المتهم: سيّدي الرئيس هذا ما يشاع أنا لست مطلعا على كلّ شيء
الرئيس: ليست عندك معلومات
المتهم: لا سيّدي الرئيس، نحن لم نشارك في الأحداث، وكنّا نتابع بعض ما يجري، وتابعت طريقة قتل عون أمن في الوردية من طرف شخصين، أحدهما عنده ساطور والآخر سكين ورأيت كيف طعنوه(يبكي) مازلت أذكر طريقة قتله لأنّهم عثروا لديه على بطاقة مهنية ومسدّس.
الرئيس: ما هي صلتك بعلي السرياطي
المتهم: أعرفه منذ القديم ولكن ألتقيه أحيانا في التظاهرات لنتصافح
الرئيس: في العلن ليست لك به صلة، اذ يقال إنّ له سطوة على وزارة الداخلية
المتهم: لا سيدي الرئيس ليست لي به صلة في العمل.
الرئيس: هل كان يتدخّل في غير المسائل المتعلّقة بأمن الرئيس
المتهم: سيّدي الرئيس كما قلت لك، في علاقة بعملي ليست لي به أي صلة
الرئيس: لندقّق أكثر، هل تدخّل السرياطي في أحداث الثورة
المتهم: لا أعرف سيّدي الرئيس
الرئيس: وزارة الداخلية هي وزارة سيادة، والمكالمات التي تخرج منها، ألا تأخذ معلومات عن المكالمات الخارجة منها
المتهم: سيّدي الرئيس لا أستطيع أن أتصرّف بمفردي
الرئيس: يعني أنّك لم تقصّر في تقديم المعلومات الى القيادات وأعضاء الخلية
المتهم: ليست لديّ معلومات سيّدي الرئيس
الرئيس: ليست لديك قوات مسلّحة شاركت في قمع المظاهرات
المتهم: لا سيّدي الرئيس، عندي أشخاص مختصون في الاتصالات
أحمد فريعة: بن علي استعملني، وهذه حكاية حمّة الهمامي
الرئيس: سميت وزيرا للداخلية يوم 12 مساء
المتهم:
ظروف التعيين، سيّدي الرئيس، الفترة التي قضيتها على رأس وزارة الداخلية من يوم 12 على الساعة الثالثة مساء الى يوم 14 جانفي مع منتصف النهار بعد أن أذن الرئيس السابق بالتحاق رشيد عمّار بنا.
الرئيس: هل اجتمعت بالقيادات الأمنيّة
المتهم: قابلتهم يوم 12 في المساء، وزارة الداخلية يتطلّب معرفتها أكثر من شهر، أنا جامعي كنت أقوم بالأبحاث لتحلية المياه
الرئيس: لماذا قبلت وزارة الداخلية
المتهم: كلما دعيت لخدمة بلادي الاّ ووافقت، يوم 12 جانفي قال لي بن علي انني مقبل على اصلاحات سياسية هامة بالانفتاح على المعارضة وقال لي ماذا يقلقنا لو أدخلنا المعارضة، ولم تتمّ دعوتي للقيام بمهام أمنية،
الى حدّ الآن لا وجود لأمر يفيد بأنّ أحمد فريعة هو وزير للداخلية بن علي لم يجد الوقت أصلا لاصدار الأمر
أنا لم أكن أعرف الوزارة كيف تشتغل، طلب مني بن علي التوجّه الى مجلس النواب لالقاء كلمة حول الوضع الأمني، فاتصلت برئيس الديوان الذي أعطاني أرقاما تبيّن لاحقا أنها غير صحيحة، الأرقام لم تكن صحيحة وتبيّن لي أنّ المعطيات لم تصلني
الرئيس: كيف ذلك
المتهم: سيّدي الرئيس، وفاة قريبي في جرجيس، لم أسمع به الاّ من العائلة.
طلبت منهم تحضير منشور لوضع حدّ لاطلاق النار
الرئيس: هل أتتك تعليمات من الرئيس السابق
المتهم: لم تأتني أي تعليمات من أي كان، كانت ببادرة منّي
الرئيس: ممن طلبت ذلك
المتهم: من رئيس الديوان، سيّدي الرئيس، المنشور ليصدر يبقى أكثر من أسبوع أو أسبوعين، لأنّ اعداد منشور يتطلّب عملا
الرئيس: حتّى في القتل
المتهم: (بتردّد) نعم سيّدي الرئيس أنا أصدرت منشورا في 24 ساعة وهذه سابقة لم تحصل منذ 1962
الشيء الثاني: كلّمت غرفة العمليات، وتمّ تسجيل ذلك وقلت «لا أريد حتّى قطرة دم في تونس، «
الرئيس: متى كان ذلك هل كان يوم 13، أو 14 أو 15 جتنفي 2011
المتهم: 14 أو 15 جانفي، قلت ذلك في غرفة العمليات وهذا مسجّل، وهذه قناعاتي سيّدي الرئيس
الرئيس: يا أحمد ألا ترى أنّك قبلت منصبا ليس في اختصاصك، ألا ترى أنّ الرئيس السابق استعملك
المتهم: نعم سيّدي الرئيس لقد استعملني، وأقول لك بأنني رفضت مناصب أممية، ولكنّني قبلت مهمّة وزير الداخلية لأنني رأيت ما جرى في بلادي
الرئيس: أنت لا تعرف وزارة الداخلية وتعرف ما كان يجري في البلاد وسقوط شهداء
المتهم: سيّدي الرئيس لقد قال لي إنّه سيجري اصلاحات هامة وسيقيل فلانا أو «فلان»، وكنت سأستقيل بعد أسبوع لو لم ينفّذ ما وعدني به بن علي
الرئيس: وماذا جرى؟
المتهم: أبلغوني بأنّ راضية النصراوي كانت واقفة أمام مبنى وزارة الداخلية، وطلبت إطلاق سراح زوجها حمّة الهمامي، فطلبت منهم أن يفرحوا بها (ضحك الحاضرون) نعم، وأبلغت بن علي بالأمر فقال «بيع واشري معاه» ولكنّني لم أطلب منه شيئا وأطلقت سراحه وقلت من غير المعقول أن يتم ايقافه بوزارة الداخلية، وقد ساندني في هذا الرأي عادل التيويري.
المتهم: يوم 14 جانفي تمت محاصرة مبنى وزارة الداخلية، فعملت من أجل عدم اطلاق النار، واتصلت بمختار الطريفي رئيس رابطة حقوق الانسان وعبد الرزاق الكيلاني عميد المحامين وعبد السلام جراد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل و أحمد نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدّمي، وشخصين آخران أحدهما قالوا لي إنّه مريض، قلت لهم نفس الشيء قلت لهم اننا أمام يوم تاريخي وطلبت منهم أن يطلبوا من المتظاهرين عدم اقتحام مبنى الوزارة، وكلّهم أجابوني تقريبا نفس الاجابة، بأنّ تلك الجماهير لا يتحكّم فيها أي كان، وإنّهم سيتّصلون بمن يعرفونهم ويطلبون منهم ذلك
الرئيس: ألا ترى بأنّ الحل الأمني هو المتسبب في كلّ المشاكل
المتهم: الهاجس الأمني
الرئيس: لا الحل الأمني
المتهم: حسب رأيي الهاجس الأمن منع تونس من التقدّم، فمثلا تكنولوجيات الاتصال يمكنها أن تشغّل الآلاف
الرئيس: حسب رأيك الهاجس الأمني هو الأساس، وأنت تعرف ذلك، ومع ذلك وافقت الدخول الى وزارة الداخلية في فترة حسّاسة وفي زمن الثورة
المتهم: أنا دعيت بعد أن قال لي بأنّه سيقوم باصلاحات هامة.
الرئيس: ألا تعتبر نفسك مسؤولا عن جرائم قتل
المتهم: سيّدي الرئيس، أنا مستحيل أقوم بذلك، لقد طلبت منهم عدم اراقة الدماء
الرئيس: ليست لك أي مسؤولية.
المتهم: لقد فقدت 5 كلغ من وزني وتألمت كثيرا لسقوط شهداء، ولأنّني مؤمن بالحرية ومؤمن بأنّ الدولة يجب أن تحمي المواطنين، وقد قرأت كتابا سنة 1992، ورد فيه بأنّ الشعب بعد الخبز يطلب الحرية والكرامة
الرئيس: هل بلغتك معلومات بصدور تعليمات باطلاق النار
المتهم: لا سيّدي الرئيس لم يبلغني ذلك
الرئيس: ألا تعتقد بوجود مخطّط للتصدّي للمظاهرات
المتهم: العلم لله، أنما دخلت وزارة الداخلية في فترة وجيزة
الرئيس: هل أعلموك بنقص معدّات
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: هل بلغتك معلومات بأنّ بن علي كان يتصل مباشرة بالقيادات الأمنية
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: هل عندك اضافة
المتهم: إن شاء الله أكون قد خدمت بلادي
شهداء الكرم من قتلهم؟
الرئيس: العريف أوّل الناصر العجمي ماهي رتبتك
المتهم: عريف أوّل
الرئيس: يوم 13 جانفي أين كنت تعمل
المتهم: طلبنا تعزيزات، من الحرس ووحدات التدخّل ومدرّعات، لأنّ المظاهرة كانت كبيرة
الرئيس:هل تعرف الهالك مجدي منصري
أعرفه، كانت علاقاتنا جيّدة
والده قال إنّك دائما تبتزّه
الحمد لله سيّدي الرئيس أنا أشتغل وزوجتي تشتغل
الشاهد حبيب المرزوقي يقول إنّ الهالك اتصل بك وعرّفك بنفسه، ورآك كيف أخذت مسدّسك وصوّبته نحوه ثمّ أطلقت عليه النار
الشاهد المولدي كان فوق السطح وسمع زميل لك يلومك عن اطلاق النار على الشهيد مجدي منصري، فقلت له كلاما سيّئا «يمشي كان…»
المتهم: غير صحيح سيّدي الرئيس
الرئيس: فتحي الرحماني وآخرون وكذلك نجيب المالكي شهدوا ضدّك
المتهم: غير صحيح سيّدي الرئيس
الرئيس: هل كنت مسلّحا
المتهم: نعم
الرئيس: ما نوع سلاحك
المتهم: مسدس غلوك 560
الرئيس: الرصاصة التي قتلت الشهيد حسب الاختبار مطابقة لسلاحك
المتهم: 9 ملم طويل يمكن أن تكون مطابقة لأسلحة أخرى
الرئيس: هل تلقيت تعليمات باطلاق الرصاص
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: أنت لم تقتل الضحية
المتهم: لا سيّدي الرئيس، ثمّة شهود مثل صابر سويد ومنصف القلماني يفنّدون ذلك
الرئيس: من كان يقود العمليات
المتهم: المشرفون، مثل وليد البكوش
الرئيس: من نظمكم
المتهم: رئيس المركز
الرئيس: هل عندك ما تضيف
المتهم: نعم سيّدي الرئيس، أثناء فترة وجودي في السجن بلغني أنّ هناك شخصا آخر قتل الشهيد، وهناك من شاهد ذلك مثل الشادلي البرهومي و محمّد سفيان الكوكي يعرف من قتل المحامية طلب سماع محمّد سفيان الكوكي.
الرئيس: ضابط شرطة مساعد محمّد البوغديري
المتهم: حاضر سيّدي الرئيس
الرئيس: يوم 13 أنت كنت موجودا في حلق الوادي
المتهم: قضيت كلّ اليوم في حلق الوادي
الرئيس: ألم تنتقل الى الكرم
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: يعني ليست لك علاقة بقتل الشهداء في الكرم الغربي مثل عاطف اللباوي منتصر المرغني…
المتهم: لا سيّدي الرئيس لم أخرج من مركز حلق الوادي
الرئيس: هناك شهود شاهدوك تقود أعوانا مسلّحين في الكرم الغربي
المتهم: غير صحيح سيّدي الرئيس
الرئيس: علي المومني يشهد بأنّك كنت في الكرم وأطلقت النار
المتهم: سيّدي الرئيس أنا عون بسيط
الرئيس: الشهود رأوك ترشد اعوانا مسلحين لاطلاق النار
المتهم: غير صحيح سيّدي الرئيس
الرئيس: من كان يقودكم
المتهم: رئيس المركز
الرئيس: لم تغادر مركز حلق الوادي حسب قولك، لماذا إذن كلّ هذه الشهادات ضدّك
المتهم: والله سيّدي الرئيس لم أخرج من مركز حلق الوادي
الرئيس: لم تساهم في قتلهم ولم تطلق النار
المتهم: اقسم بالله لا سيّدي الرئيس
الرئيس: هل لك ما تضيف
المتهم: لي ثقة في الله وفي العدالة
الرئيس: تفضّل
حكاية شهداء لافيات
الرئيس: المتهم الملازم أوّل عبد الباسط المبروك
ما هي مهمتك
المتهم: آمر سرية، مكوّنة من ثلاث سيارات
الرئيس: كنت موجودا بجهة لافيات
المتهم: نعم وتحوّلت الى ادراة الشؤون المالية والادارية بنهج ليون قرب الحماية المدنية، وجدنا آثار شغب وصوت اطلاق النار ووجود سيارة تشتعل فوق السكّة.
من فوق العمارات كانوا يلقون علينا القوارير، بعد أن تأكّدنا من أمان الادارة طلب منّا التوجّه الى نهج كولونيا الشاذلي قلالة
الرئيس: بعد ذلك
المتهم: عندما اقتربنا الى نهج الشاذلي قلالة، وجدنا مظاهرة كبيرة لم نر نهايتها، اطلقنا صفارة الانذار، لم يتفرّقوا فرمينا عليهم رمانة غاز، فارجعوها علينا لذلك اضطررت لاطلاق ثلاث رصاصات في الهواء.
الرئيس: ماهي التعليمات الصادرة
المتهم: التعليمات اذا وجدت نفسك في مواجهة مباشرة بالمتظاهرين اطلاق النار في الهواء فقط
الرئيس: هل رايت شابا بصدد اسقاط كشك
المتهم: بعد ذلك رأيت
الرئيس: كيف رأيته
المتهم: على بعد قرابة الأربعين مترا
الرئيس: رأيته يسقطها
المتهم: لا سيّدي الرئيس، رأيته يحاول إسقاطها
الرئيس: لكنّك قلت أمام قاضي التحقيق أنّك لم تره أصلا
المتهم: لقد خفت سيّدي الرئيس، بعد أن اتهمني بقتل الشهيد أنيس الفرجاني واصابته في القلب
الرئيس: أنت لم تكن في مواجهة المتظاهرين كما قلت
المتهم: كنت في نهج الشاذلي قلالة
الرئيس: الشاهد محمّد الناصر المولهي يقول إنّك أنت من أطلقت النار على الهالك
المتهم: لا سيّدي الرئيس، لقد كافحته وهو يقول إنّه رآني قرب مسجد الفتح
الرئيس: الشاهد أحمد معتوق تعرّف عليك أيضا، وقال إنّه تعرّف عليك
المتهم: لم يقل ذلك سيّدي الرئيس، بل قال له التحقيق هل هذا هو عبد الباسط، عندها لم تعد لي ثقة في التحقيق
الرئيس: لم تصب أيّا من الشهيدين
المتهم: لا سيّدي الرئيس
الرئيس: أحد المتضرّرين تعرّف عليك وقال إنّك أصبته في ساقه من الخلف
المتهم: لا سيّدي الرئيس، ان أصبته من الخلف، كيف رآني؟
الرئيس: حتّى زملائك في السرية، قالوا إنّك الوحيد المسلّح
المتهم: في السرية ليس في المنطقة، سيدي الرئيس اذا سمحت ملاحظة، هناك شخص ظلّ يصوّرني في فيديو لمدّة 27 دقيقة بتركيز تام لم يكن هناك ما يفيد بأنني صوبت سلاحي، نحو أي كان، كنت إما رافعا له أو موجّها له نحو الأرض
الرئيس: لم أشأ أن أذكر ذلك لعدم حجيته، لكن الفيديو شاهدته وهاهي الصور كلّها تفيد بأنّك كنت تصوّب سلاحك نحو أحد الشهداء ولم تكن أمام السيارة كما قلت بل خلف الباب كما قال الشهود.
المتهم: (بارتباك) لا سيّدي الرئيس، غير صحيح
الرئيس: لا ها هي الصور أمامك، انت كنت في وضع تصويب نحو الشهيد الفرحاني
حتّى اطلاق النار في الهواء ليس في وقته
المتهم: لا سيّدي الرئيس كنت في مواجهة مباشرة
الرئيس: ما هي التجهيزات التي كانت معك
المتهم: الغاز والهراوات والدروع
الرئيس: اذا اقترب منك المتظاهرون ما ذا تفعل
المتهم: كان العدد كبيرا يفوق 300، متظاهر كانوا يرموننا بالحجارة والقوارير البلورية، ألقينا الغاز فأرجعوه لنا، فلم نعد نرى شيئا وكان عددنا 27 عونا، لذلك أطلقت النار في الهواء.
الرئيس: لم تتعمّد قتل أي كان
المتهم: لم أقتل أي شخص ولم أصوّب سلاحي نحو أي متظاهر
الرئيس: اذن لسنا أنت القاتل
المتهم: لا سيّدي الرئيس سلاحي كان موجّها للسماء أو للأرض، وليس مصوّبا نحو أيا كان
الرئيس: هل طلبتم الحماية المدنية
المتهم: سمعنا من يصرخ بعد، حماية حماية، فصفّرنا وطلبنا الحماية
الرئيس: لماذا طلبتم الحماية المدنية
المتهم: اعتقدنا بوجود شخص قد أغمي عليه في العمارة
الرئيس: بسبب ماذا
المتهم: بسبب الغاز
الرئيس: لقد قلت أنّكم أطلقتم رمانة غاز واحدة، تمّ ارجاعها اليكم، فكيف اذن يغمى على من في العمارة.
المتهم: هناك أعوان أخرين أطلقوا الغاز من شارع الحرية
الرئيس: أنت لم تقل هذه الرواية الاّ الآن
المتهم: والله ما أقوله صحيح
الرئيس: هل لديك ما تضيف
المتهم: أرجوك صدّقني لم أطلق النار على أي كان، أرجو أن تقتنعوا ببراءتي.
شهداء سليمان
كما استنطق رئيس المحكمة أربعة أعوان مركز أمن سليمان وهم متهمون بقتل شهيدين هناك، اذ أنكر رئيس المركز وتمسّك بأنّه اكتفى باطلاق النار في الهواء وبأنّه لم يصدر أي تعليمات باطلاق الرصاص على المتظاهرين.
الاّ أنّ المتهم الحبيب الحمروني وهو عون أمن قال إنّه شاهد زملاءه يطلقون النار صوب المتظاهرين الذين حاصروا مقرّ الأمن وكانوا يريدون الانتقام من رئيس المركز مراد الرياحي، وقال إنّه أبلغهم بأنّهم لم يكونوا بحالة دفاع شرعي، وأضاف بأنّ رئيس المركز هرب الى احدى المنازل وغادرها لاحقا بلباس سفساري.
المتهم وسام قال إنّه لم يطلق النار تجاه المتظاهرين وأنّه لم يتلقّ أي تعليمات باطلاق الرصاص وأنّه ظلّ مع زملائه محاصرين لأكثر من ساعتين دون أن يتدخّل أي كان لنجدتهم، رغم طلب النجدة والتعزيز.
وقال المتهم غازي، إنّه تحصّل على سلاح من سيارة مدنية نوع رينو اكسبراس كان يقودها شخص لا يعرفه ولم يكن هذا الشخص عون أمن، لكن يبدو أنّه من الميليشيات/ وقال لقد وجدت رشاش شطاير داخل السيارة ورجعت بطلب من رئيس المنطقة لحماية المقر الأمني، وقال إنّه كان من حين لآخر، بعد حصار المقر من قبل المتظاهرين من كلّ المخارج، وقال إنّه في إحدى الخرجات من المركز أصيب بحجر في مستوى الكتف فانطلق الرصاص في شكل زخات، ولا يدري اتجاه الرصاص.
المحكمة بعد أن استجوبت المتهمين قرّرت تأخير القضيّة لجلسة يوم 24 جانفي 2012.
منجي الخضراوي
المصدر : الشروق