ذلك أن هذه المادة الحساسة قد تتسبب في التسمم والإصابة بأمراض خطيرة جراء الرطوبة.
وأضاف الدكتور الرابحي أن مادة الدرع يمكنها إفراز جرثومة في الطقس البارد وعند توفر الرطوبة تتسبب في ظهور «التخزيز» وهي سموم تعرف بـ «Aflatocine» تسبب عدة أمراض وتسممات إذا ما تراكمت وقد تصل المسألة إلى أمراض خطيرة ـ لا قدر الله ـ .
لذلك تركز المراقبة الصحية خلال هذه الفترة على مراقبة المسالك المنظمة لعرض وبيع مادة الدرع منها بالخصوص كل مصانع التعليب واللّف والفضاءات الكبرى التي تم أخذ عينات منها وبدأت نتائج التحاليل تظهر وقد تم العثور في بعض العينات على نسبة ضعيفة من هذه الجرثومة لكن النتائج عادية عموما ولا تستلزم إلى حدّ الآن حجز وإتلاف الدرع الموجود. وأضاف الدكتور أنه تم تحليل ومراقبة كل الماركات المعروضة الموجودة في العاصمة وفي الجهات بفضل الإدارات الجهوية للصحة لكن هذه المراقبة متوفرة فقط في الفضاءات الكبرى بالنسبة للدرع المعلب أما الدرع السائب الذي يباع في الأسواق الأسبوعية وغيرها من الفضاءات الموازية فإنه يصعب مراقبتها بطريقة علمية كذلك لا ينصح الدكتور العائلات هذا العام بشراء الدرع وطحنه بالطرق التقليدية لأنه غير مراقب وغير مضمون هذا العام باعتبار انخفاض درجات حرارة الطقس وكثرة الأمطار وإمكانية خزنه في درجات رطوبة منخفضة مما قد يتسبب في ظهور الجرثومة السامة به ولا يمكن أن يتفطن لهذا الإشكال المستهلك إلا بإجراء تحاليل لمادة الدرع وأضاف الدكتور أنه خلال السنوات غير الرطبة وغير الممطرة يمكن العودة إلى إعداد عولة الدرع في المنزل لكن بالنسبة إلى السنة الحالية يفضل استهلاك الدرع المعلب من الفضاءات التجارية المنظمة.
من جهة أخرى مازالت الوضعية الأمنية في بلادنا غير مستقرة ومازال الشارع متمردا لذلك يصعب على فرق المراقبة الصحية مراقبة الفضاءات غير المنظمة على غرار الباعة في الأسواق الأسبوعية وفضاءات الانتصاب العشوائي التي تعرض الدرع السائب أو الذين يعرضون الدرع جاهزا للاستهلاك «مطبوخ» على قارعة الطريق أو في المحلات…
ونبه الدكتور من إمكانية الإصابة بتسمم حاد إذا ماتناول المستهلك كميات كبيرة من الدرع غير المراقب وقد تتطور التعكرات الصحية مع مرور الوقت وتراكم الاستهلاك إلى أمراض خطيرة ـ لا قدر الله ـ خاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين تكون امكانية إصابتهم بالأمراض أكبر من غيرهم باعتبار محدودية مناعتهم.
هادية الشاهد المسيهلي
المصدر : الشروق