وكان لافتا أن الرجل رغم إدراكه بأنه قريب من مغادرة الوزارة مازال يعمل بحماس كأنه سيستمر في منصبه ...
والسيد مهدي حواص فرنسي المولد سنة 1959 حائز على ديبلوم الهندسة من المدرسة الوطنية للاتصالات بباريس سنة 1983 وعلى الأستاذية في الرياضيات التطبيقية والأستاذية في الميكانيك وله تجربة ثرية ضمن مؤسسات عالمية كبرى، كما أحدث وساهم في إحداث عدة مؤسسات متخصصة في التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال وهو إلى ذلك ناشط في جمعيات تعنى بمقاومة التمييز والبطالة في صفوف المهاجرين في فرنسا.
اليوم يغادر مهدي حواص الوزارة ليفسح المجال لخلفه من التكتل...
*ما الذي يدفع وزيرا في حكومة تصريف أعمال إلى الاستمرار في العمل إلى اللحظات الأخيرة؟
لسبب بسيط جدا هو أن الوزير عليه أن يعمل منذ قرار تعيينه إلى قرار مغادرته بنفس الجدية والالتزام...هذا واجب أخلاقي قبل كل شيء فنحن ملتزمون تجاه وطننا ولا يهم إن كانت الحكومة مستقيلة أو لا ...وأتمنى أن يواصل الوزراء القادمون في نفس النسق "البلاد ما يلزمهاش توقف ، منذ شهرين البلاد واقفة" وهذا غير معقول وهذه الزيارة التي نظمناها للسفراء لا هدف لها سياسيا بل هي رسالة اقتصادية بالتركيز على المنتوج الثقافي في إستراتيجيا السياحة فهذا الموقع الذي لا يبعد عن العاصمة سوى ثلاثين كيلومترا أشك في أن كثيرين من تونس الكبرى قد زاروه وهذا غير مقبول ...
*قمت بإعداد خارطة طريق لقطاعات السياحة والتجارة والصناعات التقليدية تضمنت عدة أفكار ومقترحات حتى تصبح تونس سنغفورة إفريقيا ودبي المتوسط فما الذي قمت أنت بإنجازه فعليا في مرورك السريع على رأس الوزارة؟
برشة حاجات، قمنا بجهد كبير وأتمنى أن أكون وفقت ولكن مازال الكثير وأرجو أن أكون حققت في عشرة أشهر أفضل من الوزير الذي سبقني وأن يحقق الوزير القادم الأفضل*ماذا كان رد فعل الباجي قائد السبسي من خارطة الطريق هذه؟
قال لي "هايلة" وقدمتها للإعلام الوطني وأنا مستعد لتقديمها للحكومة القادمة "ما ثمة حتى مشكل"*يتخوف الكثيرون على قطاع السياحة بوصول النهضة إلى الحكم وخاصة بعد التصريحات المتضاربة لبعض قيادييها وزلات ألسن بعضهم؟
بصراحة الخوف كل الخوف من الخطاب المزدوج، حضرت ندوة في المنستير بمشاركة 650وكالة أسفار فرنسية وقد ألقى حمادي الجبالي كلمة أمامهم، كلامه كان واضحا بأن النهضة ليست حزبا دينيا وأن قطاع السياحة مهم جدا وينبغي أن يتطور، التخوف في كل شيء في تونس منذ شهرين ونحن ننتظر الحكومة الجديدة لتجاوز هذه المرحلة.وأشعر بأن إنطباعا بدأ يعم الكثير بأنه وقعت خديعتهم فمن تم انتخابهم كان بهدف كتابة دستور فإذا بالأولويات تتغير ويصبح الرهان على المناصب هو الأكثر إلحاحا في ظل تجاذبات لا تكاد تنتهي حتى تبدأ من جديد
*هل عرض عليك أن تستمر في منصبك؟
لا أنا لن أواصل مع الحكومة القادمة، هذا قرار واضح*لماذا؟
رأينا في الحكومة أن نواب المجلس التأسيسي كان يمكنهم أن يتفرغوا لصياغة الدستور وهي المهمة التي من أجلها انتخبهم الشعب وكنا مستعدين لمواصلة تحمل أعباء المرحلة الانتقالية أما أن نصبح محل مزايدات "هذا يقعد وهذا لا" فقد كان خيارنا أن نستقيل جميعا ليتحمل المنتصرون مهمتهم...*ألا يعز عليك الكرسي وأنت تتأهب لمغادرته؟
أبدا...أنا تعز علي تونس قمت بواجبي وهذا شرف لي وإن شاء الله نكون وفقنا في تجاوز المرحلة الصعبة والتحدي الآن هو النجاح في تكريس الديمقراطية ونحن ننتظر برامج المنتصرين في الانتخابات بما يحسن أوضاع البلاد*هل ستنسحب من الحياة السياسية بعد مغادرة كرسي الوزارة؟
ما زلت ما نعرفش... مبدئيا سأعود إلى فرنسا حيث تقيم عائلتي*كيف لا تعرف وأنت رجل الاقتصاد الذي يخطط لكل شيء؟
(يبتسم) ما زلت ما نعرفش ...*لو شكل الباجي قائد السبسي حزبا هل ستكون معه؟
لكل حادث حديث، الأكيد أنه إن عرض علي سأجيبه في الوقت المناسب، ما يمكنني أن أقوله لك أن نخدم بلادنا من أي موقع كان اقتصاديا أو سياسيا... لا تشغلني المواقع كثيرا "نرتاح شوية ونظم أموري ونشوف من آي موقع نعاون بلادي"*بماذا تنصح وزير السياحة القادم؟
المشكل أننا سننتقل من حكومة إنتقالية إلى أخرى إنتقالية، مهمتي كانت إنقاذ الموسم السياحي ولذلك لم أتمكن من الشروع في الإصلاح الفعلي رغم كل ما حققناه وسعينا إليه ، والقطاع لم يتضرر من الثورة بل هو مريض منذ عشر سنوات ولا بد من وضع السياحة على طاولة التشريح واتخاذ قرارات قد تكون مؤلمة ولكنها ضرورية وأكيدة حتى لا يتلاشى هذا القطاع...في رأيي لا بد من مضاعفة الجهد حتى تستعيد السياحة التونسية في الموسم القادم المستوى الذي بلغته ولا يمكن أن نطمح في أكثر من ذلك في المدى القريب ...بعد ذلك من الضروري الشروع في مراجعة عميقة للقطاع لا تحتمل التأجيل...http://www.attounissia.com.tn/details_article.php?t=42&a=46798&temp=1&lang=