سامي سيكسالم ذاك العقيد الذي تحمل مسؤولية تاريخية واتصل بمحمد الغنوشي وفؤاد المبزع وعبد الله القلال وفتحي عبد الناظر.. كما كان ارسال كلمة محمد الغنوشي الى التلفزة لبثها مخاطرة أخرى، وكانت أكبر مخاطرة انه رفض تولي عبد الله القلال الرئاسة لانه غير محبوب من قبل المواطنين خاصة أنه سبق له تولي وزارة الداخلية والمخاطرة الاخرى أنه علق الهاتف في أذن «المخلوع» عندما كان يتصل من الطائرة.
قضى سامي سيكسالم 16 يوما في الايقاف ولم يكن يعرف السبب منذ أول يوم لايقافه الى يوم خروجه بعد أن تحركت عائلته واتصلت بوزارة الداخلية وطالبت بكشف الحقيقة لانها لم تكن تعرف شيئا عن ابنها الذي اختفى فجأة عن الانظار وقد حضر أمام الوزارة الى جانب العائلة بعض الحقوقيين وقنوات أجنبية لكن وزارة فرحات الراجحي آنذاك تعهدت باطلاق سراحه.
مصير مجهول
من جهته أكد لنا سامي سيكسالم في لقاءات سابقة أنه عند ايقافه كان يرجح احدى الفرضيتين الاولى أن «المخلوع» قد عاد وسينتقم منه شر انتقام (باعتباره كان معزولا في سجن انفرادي) أو أعيد خلط الاوراق وتولى عبد الله القلال الرئاسة بموجب الفصل 57 من الدستور، وحتى في هذه الحال سيواجه مصيرا مجهولا، لكن لاشيء تغير وبقي الحال على ما هو عليه وتم تسريحه وهو لا يعرف الى اليوم من كان وراء ايقافه ولا أيضا سبب ذلك.
النية الحسنة والطاغية
وفي اتصال بسامي سيكسالم المدير العام للأمن الرئاسي قال لـ« الأسبوعي» :«فعلا لا أعرف الى اليوم سر ايقافي ولا أيضا من كان وراء ذلك، ورغم كل شيء كنت وطنيا الى حد النخاع وفكرت في مصلحة البلاد وتصرفت بكل تلقائية ولأن نيتي كانت حسنة فقد أنقذنا البلاد من الطاغية وقطعنا عليه سبل العودة لننعم اليوم بالديمقراطية.
إغراءات
وحول عدم ظهوره في وسائل الاعلام لسرد ما حصل يوم 14 جانفي حتى خلال الذكرى الاولى للثورة قال سيكسالم :«لقد عرضت علي وزارة الاشراف منذ فترة الامر وفضلت التزام الصمت لاني أولا واحد ممن أنقذوا البلاد ولست المنقذ الأوحد، لذلك أحيي سمير الطرهوني وكل من انضم اليه مساء 14 جانفي في المطار لأنه هو الآخر قام بانجاز كبير كما اشكر الأمن الرئاسي الذي وقف الى جانبي في تلك اللحظات العسيرة يوم 14 جانفي وساندني وتحمل الضغط المسلط عليه وفكر في استقرار البلاد وأمنها وساعدني على دعوة الغنوشي والمبزع والقلال وأمّن تمرير الكلمة التي قطعت علاقة البلاد بالرئيس الهارب..زيادة عن كل ذلك لقد رفضت اغراءات قنوات أجنبية من شأنها أن تؤمن مستقبل أحفاد أحفادي مقابل سردي لتطورات يوم 14 جانفي وما حدث داخل القصر الرئاسي لا لشيء الا لأن الحرية التي تحققت للبلاد لا يضاهيها أي ثمن وأيضا لاني ساهمت بطريقتي المتواضعة في هذه الحرية التي ضحّى من أجلها عديدون بدمائهم وصحتهم وسلامتهم والمهم لدي حتى اليوم أن تبقى بلادنا بخير..».
عبد الوهاب. ح.ع
المصدر : الصباح