تركت الأمر لقلم التحقيق
وقد استغرب عديدون هذا النفي والادلاء بالتصريح في مثل هذا الوقت بالذات بما في ذلك سمير الطرهوني الذي اضطر الى كشف المزيد من الحقائق حيث قال لـ« الأسبوعي» :«أعتقد أني قمت بواجبي أولا كما أنه خوفا على البلاد لم أذكر بعض التفاصيل عما حدث لي مع الوزير الأول الأسبق محمد الغنوشي خلال الندوة الصحافية بمقر الوزارة الأولى منذ أشهر حتى لا أزيد الوضع حدّة وتوترا خاصة أنه في تلك الفترة كانت الأجواء مضطربة وقلت بيني وبين نفسي إن وصل قلم التحقيق الى محمد الغنوشي سيكتشف بعض الحقائق الاخرى وأما أنا احتراما لسن هذا الرجل فلم أسرد كل التفاصيل رغم أنه آنذاك قد غادر الوزارة الأولى..».
حكاية غزوة
وبخصوص اتصاله الهاتفي بمحمد الغنوشي ليستشيره حول أمر غزوة أبنة «المخلوع» مساء 14 جانفي التي كانت تستعد للهروب قال سمير الطرهوني: «غزوة لم تكن موجودة في مطار تونس قرطاج ولم أخاطب محمد الغنوشي البتة بشأنها وكل ما حدث أن الوزير الأول الاسبق اتصل بي بعد القائه لكلمة في التلفزة تولى بموجبها رئاسة البلاد حسب الفصل 56 من الدستور وتم ذلك بواسطة هاتف عدنان الحطاب من الحرس الرئاسي الذي كان الى جانبه واتصل على رقم العربي الاكحل الذي مرّر لي المكالمة ورغم أنه تولى الرئاسة مؤقتا فقد قال لي كنت مع سيادته (ويقصد بذلك المخلوع) وقال لي ماذا فعلت عائلة زوجته حتى يقع ايقافها ومنعها من السفر وطلب مني اطلاق سراح الموجودين فكانت صدمتي كبيرة..».
الطرابلسية «وسيادتو»
ويبدو من خلال كلام سمير الطرهوني الرئيس الحالي لفرقة مكافحة الارهاب أن هناك تخطيطا لعودة بن علي فعندما يتحدث الوزير الأول الأسبق عن «سيادته» يظهر أنه حتى بعد «خلع بن علي كان للرئيس الهارب تأثيره علي المحيطين به حتى أن محمد الغنوشي طلب اطلاق سراح الطرابلسية الموقوفين بالمطار .
ويقول سمير الطرهوني في هذا السياق:«… محمد الغنوشي عندما نبهوه الى أن «غزوة» (ابنة المخلوع من الزوجة الأولى) لم تكن بين الموجودين في المطار استدرك وقال ان هناك من انتحل صفته وتكلم باسمه لكن انا لدي الدليل وهما الشاهدان عدنان الحطاب والعربي الأكحل اللذين دار كل شيء على مرأي ومسمع منهما والمهم أننا تصرفنا بحنكة وسلمنا الطرابلسية للجيش الوطني.. وطلبنا من كل من يهمه أمر هؤلاء أن يتصل برشيد عمار فنحن أنجزنا مهمتنا الوطنية وتركنا شأنهم للجهات المعنية..»
الرئاسة!
وقال سمير الطرهوني في حديثه لـ«الأسبوعي» أنه خاطر بنفسه وبجماعته وكل من انضم اليه من طلائع الأمن عندما عمد الى ايقاف الطرابلسية ولم يكن يتوقع أن يقع تكذيبه لانه لم يسيء إلى أحد في تصريحاته مؤكدا ذلك بالقول:« لقد سألني الوزير الأول الأسبق إن كنت أنوي رئاسة البلاد أو لدى من هو مؤهل لهذه المهمة فأكدت له أني أخدم الوطن وأطبق تعليمات رؤسائنا بمن فيهم هو ولم أفكر قط في هذه المسألة فهدفي كان ايقاف هذه العصابة التي احترقت بسببها البلاد.. وعندما تأكد من صدق كلامي قال لي فلنترك الموقوفين في حال سبيلهم خاصة أن «سيادته» طلب ذلك..».
عبد الوهاب.ج.ح
المصدر : الصباح