شرع المخرج حمادي عرافة منذ حوالي أسبوع في تصوير المسلسل التلفزيوني «من أجل عيون كاترين» لفائدة قناة نسمة الفضائية عن سيناريو وحوار لرفيقة بوجدي في ثالث عمل درامي تلفزيوني لها بعد «الليالي البيض» و«صيد الريم».
وسيتواصل تصوير هذا المسلسل الى حدود شهر جوان القادم بالساحل التونسي… وعلى وجه الخصوص سوسة قبل أن ينتقل الفريق الى قصر هلال ثم هرقلة وذلك قبل العودة الى العاصمة لاتمام آخر مشاهد هذا العمل الذي يغوص في ظاهرة «الحرقان».
تمتد أحداث مسلسل «لأجل عيون كاترين» على كامل أيام شهر رمضان بمعنى أن هذا العمل سيغطي 30 سهرة رمضانية على قناة نسمةبمعدل 45 دقيقة لكل سهرة.
اختار المخرج القدير حمادي عرافة 124 فارسا لتجسيد مختلف أحداث هذا العمل الدرامي… نجد في المقدمة فتحي الهداوي الذي يجسد دور (الرايس نورالدين) وعائشة الخياري (كاترين).
ومن الأسماء البارزة الأخرى التي سنلتقيها في «من أجل عيون كاترين» نجد منال عبد القوي وجمال مداني وليلى الشابي ومحمد السياري العائد الى الدراما التلفزيونية بعد غياب تجاوز الـ10 سنوات ودليلة مفتاحي ومنال عمارة التي اكتشفها الجمهور أول مرة في مسلسل «حسابات وعقابات» ونجد أيضا منجية الطبوبي وخالد حمام ووحيدة الدريدي ودرصاف مملوك ومعزّ التومي ومحمد حسين قريع وزهير الرايس ولطفي العبدلي وقابيل السياري وتوفيق العايب وريم البنا وفتحي المسلماني وعاطف بن حسين الذي أعلن رسميا عن عدم المشاركة في «مكتوب 3» وفي القائمة أسماء أخرى كمها شطورو المعروفة بحضورها الملفت للانتباه في «ناس نسمة» وبرنامج «كوزينتنا هكة» علي قناة نسمة وناجية الورغي وسوسن بابا ومحمد دغمان وألفة الجريدي.
المحور العام
«من أجل عيون كاترين» دراما اجتماعية تقع قبل الثورة في قرية ساحلية تقتات من البحر ويقتات البحر من جثث أبنائها…
تبدأ الأحداث باجتماع بعض شباب القرية، يخططون خلسة لـ«حرقة» جماعية نحو الضفة الاخرى… وتنتهي في الحلقة الاخيرة بهمس سري خلف أبواب المنزل وعلى رصيف الميناء بأن شابا حرق نفسه في سيدي بوزيد اسمه: محمد البوعزيزي.
لماذا كاترين؟
اذا كان المحور العام لهذا المسلسل أنه يتوقف عند ظاهرة «الحرقان» فإن ما يبعث عن التساؤل ما مدى حضور كاترين في هذا المسلسل بمعنى آخر من تكون كاترين؟ وما مدى علاقتها بأحداث العمل؟
يأتينا الجواب سريعا عندما نتعرف على كاترين التي ستكون احدى بطلات هذا العمل (عائشة الخياري) التي اجتثت طفلة من حضن أمها الفرنسية وزرعت قسرا في بلاد لا تعرفها… وعندما نوشك أن نجزم أن كاترين أصبحت عائشلة وأن تونس صارت لها عائلة ووطنا… نكتشف أن الشابة تعاني من تمزق دفين بين أرضين وثقافتين وهويتين… فهل هي كاترين أم عائشة أم إنها مزيج متناقض بين الاثنين.
وهي أيضا في دلالته البعيدة أوروبا التي يحلم بالهجرة إليها الشباب المتعطش للحرية والحالم بأن يكون له كيان ذاتي محترم يعمل لأجل تحقيق أحلامه فتكون الهجرة السرية… ومن «أجل عيون كاترين» يهون كل شيء.
عودة بعد غياب
«لأجل عيون كاترين» أعادت حمادي عرافة الى الاخراج التلفزيوني بعد غياب تواصل على طول سنوات عديدة وهو الذي كتب أحلى حكايات العشق والحرفية والابداع في المدونة الدرامية التونسية كمخرج انطلاقا من الثلاثية التاريخية «يحيى بن عمر» ومرورا بـ«ماطوس» ووصولا الى ريح الفرنان وغيرها من الانتاجات الدرامية التي أعطاها حمادي عرافة من جهده ووهبها مهجته بلا منّ ولا مواربة.
حمادي عرافة سيلتقي في «أجل عيون كاترين» الممثل الكبير فتحي الهداوي بعد غياب تجاوز الـ10 سنوات.
محسن بن أحمد