ديلو لاعب كرة قدم وصاحب نكتة.. وعائلات المساجين عانوا الكثير - زجّ بجل قيادات حركة النهضة في العهد البائد بالسجن ونال أغلبهم أحكاما طويلة وتعرضوا لشتّى أنواع التعذيب.. وخلال هذه الرحلة المريرة تعرّفوا إلى عديد مساجين الحق العام وغيرهم ومن بين هؤلاء عادل بالرحومة الذي قضى حكما بالحبس من 1992 إلى 2002 بسجن «شيبة» بالمهدية
وكان قريبا من عديد رموز النهضة على غرار حمادي الجبالي (الوزير الأول الحالي) ونور الدين البحيري (وزير العدل) وسمير ديلو (الناطق الرسمي باسم الحكومة) باعتبار أن عادل «كابران» (حسب لغة السجن) الغرفة عدد 19 أو المسؤول عن هذه الغرفة التي تضم عديد المساجين حيث يشرف على تقديم الطعام لهم...
بشاشة حمادي الجبالي..
وفي حديثه عن ذكرياته مع سجناء النهضة قال عادل بالرحومة «.. لقد كان حمادي الجبالي في سجن انفرادي ومعزولا عن بقية المساجين وكان كلما حضر أهله لزيارته إلا ويقع ادخال كل المساجين لغرفهم حيث يمرّ بمفرده تحت الحراسة.. كما كانت عائلات كل المساجين تتعرّض للمضايقة خلال الزيارة فالمحجبات يفرض عليهن الاكتفاء بفولارة على الرأس ويفرض عليهن نزع الحجاب.. ورغم أنه لم يتسن لي الحديث معه فقد كنت أقدم له الأكل صحبة أحد أعوان السجون وأسأله أحيانا (حسب طبع العون) إن كان يحتاج شيئا فكان بشوشا ويشكرني دون طلب أي شيء.. ورغم ما يحدث له داخل سجنه الانفرادي وما تعرّض له من تعذيب فقد حافظ على ابتسامته ولاحظت أن كتاب القرآن لا يفارقه وهو يواجه أيامه ولياليه بالصلاة وتلاوة ما تيسّر من الذكر الحكيم..».
إضراب الجوع وسوء المعاملة
وفي حديثه عن سجناء حركة النهضة الذين تعرّف عليهم أو سمع عنهم أيام كان في السجن قال عادل «.. لقد ذاقوا الأمرين فكل سجين جديد يدخل الجناح وهو لا يكاد يقدر على المشي من كثرة التعذيب حتى أن البعض كنا ندخله بواسطة فراشية لأنه لا يقدر على الوقوف.. لقد تلقوا شتى أنواع التعذيب وقد كنت عايشت اضراب الجوع الذي نفذوه في 2002 حيث طلبوا مني إخراج «قزان» الأكل وإعلام الأعوان بدخولهم في اضراب جوع فتم نقل جميع الموجودين بالغرفة عدد 19 إلى غرف أخرى وتم إلحاقي أنا بالغرفة عدد 7 التي يوجد بها آنذاك 210 مساجين وكانت طريقة التعامل معهم لإيقاف اضراب الجوع شنيعة حيث يقع تعويم الرواق بالماء و«الأومو» ويقع الزج بالمضربين في هذا الفضاء والجري وراءهم بالكلاب حيث ينزلقون ويتعرّضون إلى شتى أنواع التعذيب والترهيب وكل من يعدل عن اضراب الجوع تقع إعادته إلى غرفته..».
كما لا أنسى أنه تواجد معي بنفس الغرفة شابان تم جلبهما إلى السجن بعد حادثة باب سويقة الشهيرة واحد منهما عمره 17 سنة محكوم عليه مدى الحياة والثاني محكوم بالإعدام وقد نسيت اسمه... كما لا أنسى سجينا آخر في قابس كان ينتمي للجيش الوطني متهم بالانتماء للنهضة وقد دخل في اضراب جوع لمدة ثلاثة أشهر ومن فرط التعذيب وعدم الأكل شل بدنه فجاؤوا به إلى سجن المهدية في "كروسة"..
إتزان البحيري..
وديلو في «الكراكة»
وبالنسبة إلى معرفته بنور الدين البحيري في تلك الفترة قال عادل إنه لم يكن على علاقة مباشرة به لكنه كان يشاهده داخل فضاء السجن ويعتبره شخصية متزنة لكنه تعرّف عن قرب بسمير ديلو حيث يقول «.. البحيري وديلو من جماعة «الكراكة» أي الجناح الخاص بمن هم محكومون بمدة طويلة ومعهما آخرون لا أتذكر أسماءهم لكنني لعبت مباريات كرة القدم مع سمير ديلو وكان (مثلما نراه اليوم) إجابته حاضرة ولا يتردد في قول كلمته أو رأيه.. وهو مثلما نراه اليوم".
وذكر عادل أن علاقة المساجين السياسيين كانت طيبة بباقي المساجين حيث يقول ".. لقد كانت علاقتهم بمن تعرفوا عليم طيبة رغم حدوث بعض المشادات بينهم وبين مساجين الحق العام كلما وقع سب الجلالة، ما عدا ذلك فقد كنا نسميهم بمساجين الانتماء حيث يقول لنا الحراس: "ليس لدينا مساجين سياسيون" (وهي تعليمات النظام السابق) لذلك نسميهم مساجين الانتماء".
عبد الوهاب وناجيhttp://www.assabah.com.tn/cont.php?ID_art=62713