كما أن ما قيل حول حصول مديرين على مكافآت مقابل عملهم يوم الانتخابات غير صحيح بالمرة ، بل إن بعض المبالغ المذكورة هي تمثل الراتب الشهري لمدير القناة الثانية السيد الصادق بوعبان الذي يعمل بالتلفزة بصفة متعاقد فيما تحصل السيد عدنان خضر على مساهمته باعتباره عضو في لجنة قراءة الأعمال الدرامية لسنة 2010 .
هذا وإن التلفزة التونسية فخورة بأنها كانت في الموعد يوم 23 أكتوبر لتنقل بكل حرفية ومهنية أجواء الإنتخابات ، وقامت لأول مرة في تاريخها بتأمين تغطية من كامل تراب الجمهورية عبر 27 محطة نقل خارجي بمساهمة من بعض الهيئات التلفزية الصديقة والشقيقة . وقد لقيت هذه التغطية إستحسان جميع الأطراف من تونس ومن الخارج
مع العلم أنه تم الشروع منذ شهر أفريل 2011 في الإعداد لإنجاح أول حملة انتخابية ديمقراطية والتي كانت مبرمجة في 24 جويلية ثم تأجلت إلى 23 أكتوبر 2011.
الإعداد لهذا الحدث التاريخي والذي يعتبر أهم حدث في تونس لسنة 2011 بعد ثورة الحرية والكرامة تطلب تجنيد كل الخبرات والطاقات والتجهيزات التقنية طيلة تلك الفترة لإعادة تهيئة الأستوديوهات حتى تكون في الموعد وتستقطب أنظار الجميع لمواكبة ومتابعة كل المراحل من:الحملة إلى الإقتراع إلى إعلان النتائج وإلى إنتخاب المجلس التأسيسي.
وعلى سبيل الذكر نورد مجموعة من الأرقام الدالة حيث تم تخصيص 4 استوديوهات و4 حافلات تسجيل خلال 19 يوما بداية من 15 سبتمبر 2011، لتسجيل تدخل 1427 قائمة، تطلب 822 ساعة تسجيل وأمن هذه العملية قرابة 400 تقني وفني ومن سلك الإنتاج، ليتم بث تدخلات المترشحين حسب الجودة والمقاييس والضوابط التقنية التلفزية العالمية على مساحة بث امتدت على 132 ساعة و24 دقيقة.
وتؤكد التلفزة التونسية أن كل النفقات عموما ، والمتعلقة بالانتخابات خصوصا، صرفت حسب مقاييس دقيقة وتستجيب لخصوصيات العمل التلفزي ، الذي هو أقرب للعمل الإبداعي منه إلى أي نشاط خاضع إلى تعريفات دقيقة، وأن ملف الانتخابات بما أنه موضوع المقال الصادر بالصحيفة يبقى على ذمة التحقيق.
من جهة أخرى فإن الربط بين إستقالة المديرين وملف الانتخابات لا مجال له من الصحة باعتبار أنه تمت قبل 36 ساعة من نشر المقال مراسلة السلط الثلاث لتقديم تقرير حول نشاط المؤسسة خلال الفترة الإنتقالية وما تنتظرها من إصلاحات من بينها القيام بتسميات في غياب هيكل تنظيمي للمؤسسة.