مثل عروس بحر أنهكتها العاصفة استيقظت بلدة الرجيش يوم الأحد الفارط باستيحاء وعلى وجل حيث هرع المتساكنون إلى الشاطئ بعد أن انتشر خبر عثور البحار محمد قيطرانة على كنز أثري وقد ذكر هذا الأخير لـ«الصباح» أنه أثناء تجواله الصباحي على الشاطئ الذي كلت رماله من الأمواج العاتية لفت انتباهه وجود بعض أحجار «الفوندي» مكللة ببعض العظام الآدمية وقطعة نقدية فسارع بإعلام السلط الأمنية التي حلت بالمكان ورابطت لحراسة الاكتشاف الأثري. وقد حل بالشاطئ الذي دمر جزء هام من حوافه الإسمنتية فريق من الأثريين بإشراف رضا بوصفارة مديرالمتحف الأثري بالمهدية الذي أكد لـ «الصباح» بأ ن العاصفة العاتية كشفت عن قبر من الأرجح أنه يعود للفترة الرومانية بحكم انه وجد بجانبه قطعة نقدية نحاسية رومانية وفيه أيضا عظام أدمية وقد شرع الفريق في القيام بعملية حفر منظمة للقبر لدراسة محتوياته وتحديد الفترة التاريخية التي ينتمي إليها وأشار الأثري رضا بوصفارة الذي انهالت عليه استفسارات المتساكنين بأن شاطئ الرجيش يحتوي على منطقة أثرية تقع تحت الكثبان الرملية المكونة للشريط الساحلي بالرجيش وستؤدي التغييرات المناخية وارتفاع مستوى البحر إلى الكشف عن مزيد القبورالأثرية خاصة وأن الرومان كانوا يدفنون موتاهم في هذه الربوع في الرمال على غرار مقبرة سلقطة ( سلكتوم ) التي تمت صيانتها ومن المرجح ان المكان المكتشف بالرجيش هو عبارة عن مقبرة رومانية تحتوي على عديد القبور.
وقد أكد رضا بوصفارة أنه من المنتظر القيام بعملية اسبار أثري سيتمثل في القيام بعمليات حفر في أماكن مختلفة من الشاطئ لدراسة مدى امتداد هذه المقبرة وتحديد مساحتها ومدى أهميتها وقد وقع نقل مكونات القبرالأثري إلى مخابر المعهد الوطني للتراث لدراستها من قبل المختصين في النقود الرومانية والفخار الروماني.
خليفة السويح
المصدر : الصباح
