لم يتحمّل أنصار النادي الإفريقي الهزيمة الثانية في ظرف 3 أسابيع تحت إشراف المدرب الجزائري عبد الحق بن شيخة والتي جاءت أمام النادي الصفاقسي يوم السبت الماضي (1 ـ2) وبعد أكثر من عشر مواسم لم ينهزم فيهل الإفريقي في ملعب الطيب المهيري.
جماهير النادي الإفريقي وبعد أن صبرت على الفني الجزائري وعلى الهيئة المديرة إثر الهزيمة ضدّ الاتحاد المنستيري (0 ـ1) ثم التعادل في العاصمة ضدّ ترجي جرجيس (0 ـ0) فجرت أمس الاثنين جام غضبها على المدرب "بن شيخة" وطالبت بإقالته فورا وتهجمت عليه بشتى أنواع الشتائم والاتهامات خلال حصة التمارين المسائية التي دارت في الحديقة ـ أـ وشهدت توترا غير مسبوق وأجواء مشحونة على خلفية النتائج السلبية المتلاحقة التي ألقت بالفريق بعيدا عن كوكبة فرق الطليعة.
وشنّ عدد من أنصار الأحمر والأبيض حملة شعواء ورفعوا شعار "ديقاج" في وجه مدرب كان بالأمس القريب يلقب بالجنرال ويوصف بأنه "معشوق" جماهير الإفريقي، ولكنه تحول إلى شخص غير مرغوب فيه في الحديقة، بعد أن عجز عن جمع أكثر من نقطة يتيمة في 3 مقابلات تولى خلالها الإشراف على الأمور الفنية للنادي.
وحاولت بعض الجماهير تعطيل سير حصة التمارين والدخول إلى الميدان للاعتداء على المدرب عبد الحق بن شية واللاعبين المتهمين من قبل الأنصار بالتخاذل والتلاعب بمصلحة النادي.
واستوجب الوضع المتوتر تدخل أعوان الأمن لإعادة الأمور إلى نصابها وتفريق الجماهير الغاضبة التي احتشدت حول ميدان التمارين وطالبت الهيئة المديرة والإطار الفني بالانسحاب واتهمت اللاعبين بالتفكير في مصالحهم الشخصية وجمع الأموال وترك مصلحة الإفريقي جانبا.
وتواصلت حالة الاحتقان حتى بعد تدخل الأمن وتفريق الجمهور حيث "أفرغ" البعض شحنة الغضب في الشوارع القريبة من مركب النادي الإفريقي ونادوا طويلا بمحاسبة المتسببين في الأوضاع التي آل إليها الإفريقي وخاصة رئيس النادي جمال العتروس الذي يعتبره الكثيرون وراء الأزمة الحالية.
وكان النادي الإفريقي تكبد يوم السبت الماضي هزيمته الثانية في 3 مقابلات وعجز للأسبوع الثالث عن الفوز ليتجمد رصيده عند 15 نقطة ويتسع الفارق بينه وبين المتصدر النادي البنزرتي إلى 11 نقطة بالتمام والكمال.
وبدأ الإفريقي الموسم تحت قيادة المدرب فوزي البنزرتي الذي قاد الفريق إلى الدور النهائي لكأس "الكاف" وانهزم ضد المغرب الفاسي بركلات الترجيح كما درب الفريق إلى حدود الجولة الرابعة قبل أن ينسحب بسبب تهجم الأحباء عليه في مباراة أمل حمام سوسة (1-1).
وقاد المدير الفني الفرنسي باتريك لوفيغ "الأحمر والأبيض" في مباراتين فقط ونجح في تحقيق نتائج متميزة من خلال الفوز على نادي حمام الأنف والملعب التونسي على التوالي بنتيجة ( 2 ـ 0) و(4 ـ 0) قبل أن يتعاقد الفريق مع الجزائري عبد الحق بن شيخة لمدة عام ونصف.
وسبق لبن شيخة أن درب النادي الإفريقي في موسمي 2007/2008 و2008/2009 وفاز في الموسم الأول بلقب البطولة الذي غاب عن خزائن الإفريقي طيلة 12 عاما.
وأصبح الاستغناء عن المدرب الجزائري من تدريب الإفريقي مسألة وقت ليس إلا إذ أكد رئيس النادي جمال العتروس أنه سيمنح بن شيخة فرصة أخيرة في لقاء الجولة 11 أمام النجم الساحلي وإذا عجز النادي الإفريقي عن الانتصار فسيكون الانفصال السريع بين الطرفين.
ولم يعرف عبد الحق بن شيخة خلال محطاته التدريبية الأخيرة غير الفشل حيث تمت إقالته من تدريب المنتخب الجزائري عقب الهزيمة أمام منتخب المغرب ( 0-4) في تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012 ثم تعاقد مع مولودية الجزائر ولم يلبث أن أقيل من منصبه بعد الهزيمة الثقيلة ضد الترجي التونسي في رابطة الأبطال الإفريقية (0-4).
وذكرت بعض المصادر القريبة من موقع القرار في فريق "باب الجديد" أن الفرنسي باتريك لوفيغ هو من سيتولى الإشراف على الفريق في صورة إقالة بن شيخة هذا الأسبوع علما أن لوفيغ يشرف حاليا على أصناف الشبان في الإفريقي.