كما أثارت عريضة الشكوى حادثة برج الرايس خلال نفس الفترة (وهي احتجاجات سلمية دفاعا عن الكرامة) التي تم قمعها وكانت نتيجتها 5 قتلى وعشرات الجرحى واعتقال أعداد هامة.
تعذيب وقتل الثائرين
هذه الأحداث ربطها الشاكي بأحداث الوردانين في بداية الستينات وطالب بفتح تحقيق ضد رئيس الحكومة السابق وكل من سيكشف عنه البحث على خلفية تصريحات مدير الأمن الأسبق حسن ببو التي اتهم فيها الباجي قائد السبسي بإملاء الأوامر بتعذيب وقتل الثائرين في الوردانين التي خلفت الأحداث التي عرفتها قتيلا و7 جرحى.
وترتبط مجمل هذه الاحداث بقمع اليوسفيين الذين كانوا يمثلون حسب البعض 40 بالمائة من الدساترة الذين قاومهم الزعيم الحبيب بورقيبة وبينهم الأزهر الشرايطي قائد المقاومة المسلحة ضد الاستعمار وهو يوسفي حد النخاع لم يقدر بورقيبة على احتوائه وخشي من شهرته فقرر تصفيتهم بمساعدة عديد المسؤولين آنذاك الذين يوجد البعض منهم حاليا على قيد الحياة.
محاولة انقلابية
وأفادنا سالم الحداد (أصيل الوردانين) وهو باحث في الحركة الوطنية وحقوقي أن أحداث بداية الستينات التي اتهم فيها اليوسفيون بمحاولة الانقلاب على بورقيبة كانت بداية التوجه نحو التعاضد حيث قال محدثنا :«عام 1962 اتهم لزهر الشرايطي وعبد العزيز العكرمي كمدنيين وعمر البنبلي وكبير المحرزي كعسكريين علما وأن المحرزي كان الحارس الشخصي لبورقيبة وقد اتهمته وسيلة بالتجسس عليها في غرفة النوم، وقرر بورقيبة تصفية أصحاب المحاولة الانقلابية وكان في تلك الفترة الباجي قائد السبسي مديرا للأمن قبل أن يصبح وزيرا للداخلية.. كما أن بورقيبة لم يهضم أن ينتشر التعاضد وتغلغل اليوسفية في عقر داره وذلك في أواخر الستينات .. في الساحل حيث مركز ثقله..».
أحداث
ويذكر أن هذه المحاولة الانقلابية تلتها محاكمة عسكرية للمتهمين ومنهم من وقع العفو عنهم وآخرون نالوا الاعدام ثم ظهرت في أواخر الستينات الحركة اليوسفية التي نادت بالتعاضد.
كما اعتمد المحامي القائم بالدعوى تصريحات حسن ببو حيث جاء في نص شكوى الاستاذ بشير بن سعيد الشابي:« تماشيا مع اتجاه النيابة العسكرية والنيابة العدلية المحترمتين في احالة هذه الشكايات على التحقيق ثم في طلباتها باحالتها على الدوائر الجنائية فإننا نروم من الجناب احالة المشتكى به الباجي قائد السبسي من أجل القتل العمد ومحاولة القتل واحداث الفوضى والبلبلة في مدينة الودانين..».
عبد الوهاب الحاج علي
المصدر : الصباح