قالت مصادر مطّلعة لـ«الشروق» إن السيّدين خميّس قسيلة العضو المستقيل من التكتّل الديمقراطي للعمل والحريات وكمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة لانتخابات 23 أكتوبر يتدارسان هذه الأيّام فكرة تأسيس حزب سياسي جديد في إطار التفاعل مع تطوّرات ومستجدّات المشهد السياسي الوطني.
وذكرت نفس المصادر أنّ جلسة خاصة جمعت الجندوبي وقسيلة وعددا من الوجوه السياسية والنقابيّة ليلة أوّل أمس الخميس للتباحث في هذا الموضوع ووضع التصوّرات الممكنة لإنجاح تواجد «الحزب الجديد» في الساحة السياسيّة.
وبحسب ما رشح من معلومات فإنّ اتفاقا مبدئيّا قد تمّ إقراره يقتضي بتولّي السيّد كمال الجندوبي رئاسة الحزب الجديد ، وفي صورة ترشيح السيّد الجندوبي لتولي مهمة الإشراف على الهيئة المستقلة للانتخابات المزمع بعثها بقانون من المجلس الوطني التأسيسي فإنّ المسؤوليّة الأولى في الحزب ستؤول إلى السيّد خميّس قسيلة.
ويُعطي المراقبون للساحة السياسيّة الوطنيّة أهميّة لهذه المبادرة التي قد ترى النور خلال الأسابيع القليلة القادمة من خلال المنزلة والتقدير اللذين ينالهما الرئيس المتخلّي للهيئة العليا للانتخابات إضافة إلى ما يحوزه السيّد قسيلة من حركيّة ونشاط وقدرة على المناورة وبلاغة في الإفصاح عن أرائه بكلّ جرأة وشجاعة. وقد سارعت عدّة قوى إلى محاولة استقطاب السيّد قسيلة وفتحت معه خطوط ود وأكّدت التصريحات والكواليس أنّ كلّ الإئتلافات التي يجري الإعداد لها قد ألمحت إلى وجود تواصل مع المعني بالنظر لما له من حنكة وخبرة سياسيّة ، فالسيّد قسيلة قريب من مبادرة الحزب الديمقراطي التقدمي وآفاق تونس وهو كذلك غير بعيد عن مبادرة القطب الحداثي وحركة التجديد وحزب العمل التونسي هذا إلى جانب ما صرّح به هو نفسه من اقتناع بالتوجهات والاختيارات التي حكمت بيان الوزير الأوّل السابق السيّد الباجي قائد السبسي.
يُذكر أنّ السيّد قسيلة قد أنهى علاقته بحزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بعد سلسلة من الخلافات الجوهريّة مع القيادة الحالية للتكتّل حول توجّهات الحزب وخاصة علاقته بحركة النهضة وموقعه ودرجة فاعليته داخل الترويكا الحاكمة ، ومن المنتظر أن يستقطب السيّد قسيلة أعدادا من المستقيلين من التكتّل إضافة إلى ما يجمع الرجل من علاقات طيّبة مع وجوه سياسيّة أخرى مستقلّة ذات توجّه حداثي وديمقراطي وضدّ تمدّد شعبيّة التيار الإسلامي في تونس.
أبو أمان الله